Sunday, December 19, 2010

كيف صارت الارصفة مسارحاً ؟ ... جريدة الواقع


كيف صارت الارصفة مسارحاً ؟
*
بكل سخرية ٍ و ألم
كان يضحك وبشدة .... حين أساله
" لماذا فقأت عيون مصابيحك ؟!! "
رغم أنك شارع ٌ بعيد ٌ عن المدينة
وحيدٌ تماماً عن أنوارهـا ..
فيضرب بقوة علي صدر شبابيكه القديمة
ويقــــــول :
لأثبــت لك يا وحيــداً
أن الظـلام فى حواري جسدي
أصدق ُ .. أوسعُ بكثير ٍ من نور مدينتك الأعمــي ..
انظر لأرصفة المدينة كيف صارت مسارحاً
للراقصين عراة .. يمثلون ادواراً ِ
ناسيين ملابسهم خلف ديكور أرواحهم المزيفة
ليزدادوا عـُرياً كلما اتقنوا ادوارهم
ويزدادوا كذباً أمام دهشـة
جمهور ٍ عريض من الكراسي الفـارغة ...
*
أجلس هنا وراء المدينة .... كنبيّ
رسلي للشوارع المفتونة بالنور الأعمـي ، تراهم
نائمين تحت الأعمــدة الطويلة بلا أيّ دور
فى منتصف المسرح ، لكن لا يمثلون
بين مصابيح ٍ لأعمدتكم
للسيارات ِ ، في البيوت ِ
أو للهواتف المحمولة فى ايديكم
ولا تضئ لكم روحاً واحدة ...
فأنت تدهشك الأسئـلة ُ
كلما أتقنوا ادوارهم مـَن حولك
اخفــاء ً للحقيقة ،
منذ البداية
كنت تسعة أشهر ٍ صغيرة ٍمن الوحدة والظلام
وبدأت البكا يوم ولدت
يوم اغتصب النورُ البارد ُ عذرية عينيك
فصرخت من ألم الوحدة الكبري
الذي دخل بين تفاصيل روحك
من فتحاتٍ كبري لعيون مـَن حولك
فلم يروك !!
اخترت دور الاختفاء بين عروق المدينة الجافة
تفصل لك قلباً من خطوط المشاه البيضاء فى الشوارع
تتشبث به فى خطواتك الجريحةِ من رصيف ٍ .... لآخر
تجمع حلم الأحبـة والخلان ِ
من دمعات ٍ مستعملة من قبل
وضحكات ٍ بأسنان ٍ مزوّرة
وأرواح ٍ باليـة ٍ جداً ـ كموضة المدينة ـ
ولم يمنعك كل هذا
من أن تفقد خمسين قرشاً
كل يوم ٍ فى كواليسك المندهشة ... امام طفلة
تبيع الورد والمناديل ، وتسألك
عن وردة ٍ فى لون ٍ أســود
لونُ جلد شبابيكي الوحيد
هي لا تفهم معني البنفسج والأحمـر
لكن وردة ٌ سوداء
قد تفسر حلماً يراود منام النور فى مدينتك
لا تقدر على تفسيره الأعمدة الطويلة
ويسبب صداعاً للأسفلت والارصفة
" عن وردة ٍ ذابلة أو علبة مناديل تساوي خمسين قرشاً
وطفولة بنتٍ فى المدينة كلها ... لا تساوي شيئاً "
*
أنت وحيدٌ حتي فى اتقانك لدور الدهشة
علي الأرصـفة ... والغريبُ
لا يصفق لك صمتُ الكراسى الفارغة ، ولو لمرة ...
ستندهش أكثر حين تري عجوزاً
في بلكونة ناصيتي
تفصل عمرها شالاً لوحدتي بحرفةٍ وصبر
خشية برد النور الآتي من المدينة ،
أنها ـ وقبل النهاية ـ ستشبه حبيبتك كثيراً
التي فى مشهد المقهي البعيد الوحيد
قاسمتك منضدة العمر .... والحساب
بعدما اكتشفت أن ثمن مشروباتكما من الحب
مبلغ ٌ من الوحدة لا تعادله روحك
فهمست لجرسون الوجع
ألا يخبرك باختفائها فجأة .. عائدة ً لجسدي
تصفق دموعها لك ـ وهي فى الطريق ـ بشدة
كلما أتقنت دورَ الدهشة
أنت والكرسى الفارغ ، كشريكن للأبـد !!
ستكون دهشتك الكبري ... اخيراً
حين تكشف لك ستائر النهاية
انك بطول رصيف عمرك .. كنت تتقاسم منذ البداية
البطولة مع مجرد كرسي فارغ
امام جمهور عريض ـ ايضاً ـ من الكراسي الفارغة
وأنت الوحيدُ تماماً بين الأرصـفة
تحت مصابيح ٍ عمياء ، لم تـُريك عـُريك يوماً
ولم تراك !!
لكنني ومنذ لحظة الولادة
همست اليك برفق ٍ
ببعض ٍ من تراتيل وحدتي وظلامي
ففتحت عينيك عن آخرهمـا
وصرت تبكي ، وتبكي ، وتصرخ ... اليهم
لم تصدقني ...
فأنت وحيد ٌ منذ البداية
أو فقل لي اذن :
لماذا كنت تبكي وتبكي وتصرخ
وهم من حولك .... يضحكون !!!
ويضحكون !!!
ويضحكون !!!
*
كريم بهي
2010
*
لقراءة القصيدة على موقع جريدة الواقع
اضغط هنا

م

Thursday, December 9, 2010

قصيدة لي .. فى جريدة الواقع


*
قصيدة " فأصير درويشاً لنسيانك " .. فى جريدة الواقع
لقراءة القصيدة على موقع الجريدة
اضغــط هنـــا
*
كريم بهي

Friday, October 8, 2010

فأصيرُ درويشاً لنسيانـِك - فى المصري اليوم


*
فأصيرُ درويشاً لنسيانِـك !!!

٧/ ١٠/ ٢٠١٠

(١)
الفرقُ بين الأرض وسمائى كان
دمعتى المُخبئة فى رحم الهواءِ
أنفاسـى المُـلوحة ُ لكِ تنهداً
بكل كبرياءٍ للتوديعْ.. فاغربى
إلى بلادٍ ما بعد الهوا ِ
استنشقى غازاتِ الشكِ والذكرى
فاختنقى بسيور الدمع كلما تذكرتِ
ذراتِ الحبِ والسعادة
حينما كنـّا نختطفها برئتين
إحداهما تطيرُ فوق السماءِ
والأخرى تهربُ من تحتِ الأرضِ
تاركين صدرَ الأيامِ متوقفاً
لمدة الحبِ الذى كان بيننا..
اختنقى بسيور الدمع كلما تذكرتِ
ورداتى الجميلة
التى زرعتها فى رصيفِ إحساسكِ
تدهسُها أحذيةُ المارين من أفكاركِ
بكل غباء ممسرحْ!
فانتحارُ ورداتى على أرضِ إحساسكِ المسفلت
كان يشنقُ فى جسدى رعشاتِ الحب
فأتجمدْ.. كثلجةٍ أقوى من فأس شمسكِ
أصيرُ فولاذى الإحساسِ بكِ
لا أنصهر.. لا أذوبْ
فأقطعُ رقبة َ حبكِ صااااارخاً.. اغربى
(٢)
وأرشقُ فى جسدى جذعَ الحب
انطوى دامياً «دمعاتى» المُـسالة َ منىِّ
فى ثلاثِ طرقْ.. تفترقْ
(الماضى)، (الحاضر)، (الباكر)
فأهرول، أقدمُ لحظاتى المُـضاعة َ منىِّ
قرباناً لآلهةِ النسيان
ولأنى كافرٌ أحب.. لا أنسى
أحاولُ مراتٍ.. مرات ْ
فأصيرُ درويشاً لنسيانِـك
عند كلِّ أضرحة لحظاتى المقبورة
أُطوحُ رأسى وجسدى كالمصروعِ
أعفرُ وجهى بتراب الدموع.. قائلا ً
«نسيانكِ.. حىّ»/ «نسيانكِ.. حىّ»/ «نسيانكِ.. حىّ»
واذا خلوت لشياطينى.. أنقلبُ مستتراً
فأخرجُ من جيبِ عمرى السرىّ
حبكِ.. حياً، حياً، حىّ!
شعر
كريم بهى
القليوبية
مواليد ١٩٨٩ بكالوريوس إدارة الأعمال جامعة
بنها
نشر فى أخبار الأدب والمساء وغيرها
**
لقراءة القصيدة من على موقع " جريدة المصري اليوم
اضغط هنا

Sunday, October 3, 2010

شق روح..تراتيل عن العشق والفراق


شق روح
تراتيل عن العشق والفراق

*

قال الشعــر :

" جئتُ من داخل الحزن ِ المتعمقُ فيك
ألقي عليك بعض قصائد ٍ .. ثم أعــود
تركت بابكَ مفتوحاً
فكلُ نبضاتك الآن عارية
وأخشى أن تختلس الفرصة َ احدي نسائك
وتكشف أنك مجرد حزن ٍ في قناع انســان "
*

:ثم قــال



(1)



قل للذين لا يعرفون الحــب
هو مفتاحٌ من روح
فكيف تدخلُ انسانك من غير حب ؟

قل هو طفلٌ يطيـّر حلماً ورقي
كي يشغلَ السماء عن سحابات ٍ
يدسها في جيبه
يهديها للذين يستحقون السماء
ويخطف لهم النور من الشمس
*
العاشقون
دائماً أشرارٌ طيبــون
تضمهم مقاهي أطراف المدن ِ
وشوارع ٌ تملك أمومة للليــلِّ
وأشجارٌ وحيدة ٌ تعبد ظلها الحنــون ،

فإن العاشقين أناسٌ بحريون
تاريخهم مرصع ٌ على ألواح ٍ بحرية
شفافون من أصل الماء
صنعتهم البحارُ كما الأمواج ِ
و جروحـُهم مــدٌّ وجزر ،
قل إن رمال َ الشواطئ قصصُ عشق
والهواء قديسُ جنون



*
ألا تعلمون
أن في السماء ِ نجمات ٌ
يُسحرها في الأرض ِ قلوبُ العاشقين
تمر الليلَّ ساهرة ً تتأمل ُ
قلبَ فتاة ٍ لحظة عشق لو يخفـق
ـ حين يحادثها سراً ـ
فتمد ُ النجماتُ يداً من نـور
هيهاتٌ . هيهات سكان السماوات ِ
فالعشق ـ أيضاً ـ نــور
لا يمسّه إلا العاشقون ..

(2)

حين كان الحبُ طفلا ً يتيماً
خلع الكونُ رداءه له
فصار أكبر من كلِّ هذا الكون
تزوج من شمسين
أنجبت احداهما نوراً للعشق
والاخري نوراً للفراق
وابتدئ الزمان ُ
فكلُ العاشقين مفارقون مخلدون
جرت دماؤهم ـ عشقا ً وافتراقا ـ
شفافة ٌ مثلهم
فكان " الـدمـع ُ "
*
فقل للذين يقبضون على قلوبهم
الحبُ ليس رجلا ً وامرأة وثالثهما الشيطانُ
فلا يحيا بمال ٍ ولا شقة ٍ و لا جسد ْ
أما رأيتم في زمنكم هذا
عاشقين فقيرين يختلسان
بضع َ دقائق من هواتفِ الآخرين
يتلونَ فيها آيات ٍ للحب ِ دمعاً وافتراقا
تقصُّ جروحهم ضفائرَ دنياهم
فيصبحا أقربَ للموت ِ
يلمحان مكاناً لهما بعده
وموعداً . فلقاء َ
*
أما رأيتم كيف يمرقُ الحب ُ
بين طرقات ٍ ضيقة ٍ لبيت
يضع نظارة ً طيبة ً لأب ٍ هنا
وحقيبة ً مدرسية لأخ ٍ صغير ٍ هناك
ويملئ ُ الجدران بالذكريات
يجعل أماً تحيك الحياة َبأبسط ِ تفاصيل
وتفرط نبضَها على وجوههم ...


:(اذ يقولُ أحدهم ( أحد العاشقين
" المصابيحُ المتروكة مشتعلة تقلق أبانا
خمسون عاماً وهو يرشق الأحلام بالنور
ينفق كلَّ عمره على فواتير الدهر
ويدخرنى أنا وأخوتى حباً لما هو آت "

(3)

لأن الحبَ كان يتيماً
فقـل ليتامي القلوب ِ
لو تقوّست مشاعرك حول قلبك
في الدنيا مادة ً وهُـجرانا
فمن غير حب
كيف تنام على حجر امك
تطلق يدها فى جسدك
كجناح ملائكة ٍ يخطفك من نفسك
يسرقكَ من الدنيا لحظات ،
لو تسبح فى حضن الحبِ الأم
كسمكة ٍ فى عرض السماء
تلمسُ قطيفة َ الأماني برفق
تـُغمض عينيكَ لتسع دقاتِ قلب
تخرج مولوداً على حجر امك
تملكُ مفتاحاً من روح
و تدخل انسانكَ
كطفل ٍ يُطير حلماً ورقي ...
*
يا أيتها الأحـلامُ الورقيــة
إنّـا صنعناك ِ من لحم الزمان ِ
ودم قصيدة ٍ علي ورقة ِ عشـق
ثم دفعناك ِ في الهـواء لعبــة ً تسبح
فشققت ِ الروحَ دمعـاً وافتراقـا
ومن شق ٍ إلي شق يتفارق العاشقون
يـُوصلوا الشيبَ بالشباب ِ
فلا اتصال لروح
ولا موتاً يفهمُ ما معني " شقُ روح "
فكلُ العاشقين مفارقون مخلدون

****
القصيـــدة موجودة الان فى
مجلة رؤية مصرية
بتاريخ 2/10/2010
اضغط هنا

*
كريم بهي

Tuesday, July 27, 2010

لو غابت مصر للحظة ... مَن منـّـا سيكون اليتيم ؟!


لو غابت مصر للحظة ... مَن منـّـا سيكون اليتيم ؟!

بقلم : كريم بهـي

*
- أنا من عشاق العندليب الأسمر لاسيما اغانيه الوطنية أيام الثورة ، وهناك اغنية
( صـورة ) الذي يقول فيها : " صورة صورة كلنا كدا عايزين صورة ... صورة صورة تحت الراية المنصورة " وعادة ما يلفت انتباهي فيها ثلاث ٌ من كلماتها هم الداعي وراء كتابة هذا المقال ، اولهم كلمة " صورة " وثانيهم كلمة " كلنا " وثالثهم " الراية المنصورة " .
وأصبحت أفكر هل من الممكن أن تكون هناك صورة اليوم تجمعنا كلنا ؟! ، ولكن قبل هذا من هم " كلنـا " في الاصل ؟؟ . اذا كانت الصورة الواقعية المصلوبة في آذهاننا عن حياتنا المصرية صورة تصور ببراعة مشهدا لأفضل العلاقات العكسية ، فالحكومة و المعتصمون بين قوسين (ناس من الشعب) في علاقة عكسية ، وحزبها الحاكم الذي يظهر فى التلفاز ومانشيتات الجرائد باخبارتتحدث عن شعبنا هي فى الحقيقة فى علاقة عكسية مع واقعنا ، والضابط فى قسم الشرطة فى علاقة عكسية مع السجين بين قوسين (واحد من الشعب ) ،وأتخيل أن معظم التيارات الدائرة بشراسة فى لحم الشارع المصري سواء كانت سياسية دينية فكرية معارضة مساندة فى النهاية تصب فى اتجاهات معكوسة أيضاً .

- صورتنا اليوم غريبة لاسيما أن تداركنا أمرنا الحقيقي .. لأن الحكومة مصرية والمعتصمون مصريون والحزب الحاكم والاحزاب المعارضة الاخري كلها مصرية ، والضابط والسجين مصريان ، والاقباط والمسلمون مصريون والسارق والمسروق والراشي والمرتشي والظالم والمظلوم وأنا وأنتَ وأنتِ و... و... و ... مصريووون ، كلنا أقصد كل منـّا علي حدة (مصري) .

- لكن أين مصر فينــا ؟ صاحبة الصورة ،ما أعتقده ان مؤلف كلمات أغنية " صورة " كان يريد أن يسجل معادلة تاريخية حتمية هي { الصورة +كلنــا +الراية المنصورة = مصــر}
فالصورة ذات الابعاد والاطار الثابت والشكل والزمن أظنها اليوم مشتتة مقطعة تماما ، و" كلنا " كلمة غير منطقية بالمرة لأن تدل علينا فى الوقت الحالي بالشكل الواقع ، أما " الراية " فلا أري أي راية نستظل بظلها أو نستتبع شمسها أو ننصرها ! .. اعتقد هنا يكن مكمن الازمـة حيث فقدان الراية ولا أقصد بالتحديد الزعامة والقيادة فحسب وانما الطريق الصحيح الثابت الذي يعاكسه يكون هو الطريق الخاطئ .. فمثلاً في عصر ما قبل الثورة عصرالملكية و الاحتلال البريطاني لمصر كان المصري الوطني هو الذي يكون ضد الملك والاحتلال والخائن من يتعامل معهم او يساندهم ، أما ما بعد الثورة اشاعت حكومة الثورة فكرة أن الوطنية فقط تكمن فى تأييد الثورة والخيانة كلها في عكس ذلك ثم جاءت النكسة باظافر اسرائيل النتنة وأصبح الموقف الوطنى ضد الاحتلال بطبيعة الحال وعكس ذلك هو الخيانة .
من الملاحظ فى كل ما سبق عدا عصر ما بعد الثورة أن الطرفين واحد مصري والاخرغير مصري أي " عدو " ، لكن بعد عام 1973م ونصر اكتوبر جاء جيل جديد تغيرت الموازين قليلاً لديه فالمصلحة العامة تحت مبدأ كلمة " كلنــا " أصبح من يقف ضدها يكون الخائن لاسيما بعد دخول عصر الانفتاح الاقتصادي وانطلاق انتفاضة يناير 1977م لارتفاع اسعار بعض السلع فالذين خرجوا من الشعب كانوا مصريون والحكومة كانت مصرية أيضاً والاثنان تبادلو لفظا خطيراً " الخيانة " ، فالشعب الثائر وصف الحكومة وهو في سجونها " بالخائنة " والحكومة على رأسها الرئيس السادات وصفتهم " باللصوص الخونة " ومعني ذلك أن الحكومة والشعب كل منهم ينظر لنفسه على انه " الوطنـي " .

ـ لكن الموقف الآن اصعب وأسوأ فربما أيام يناير 1977م خرج الشعب من كل درب ومجال وصوب كتلة واحدة تحت فكرة " كلنــا " لمطلب واحد تقريبا لمصلحة كبيرة حقيقية ، أما تحت مظلة ما سمي " بالاصلاح الاقتصادي والخصخصة " أصبح رغيف العيش كما يتصوره كل على حدا هو الداعي وراء اعتصام الالاف من المواطنين المصريين . والغريب أن كل فئة معتصمة تجاور الفئات الاخري على رصيف واحد لا تفصلهم عن بعضهم سوي بعض السنتيمرات القليلة ولا يلتحموا ابدا ليدخلوا تحت مبدأ " كلنا " لاسيما ان معظم مطالبهم شبه متقاربة .. وتسائل الكثيرون عن السبب وانا أولهم ولكنى أتصور أنهم لن يلتحموا لأن كل فئة ترفع لافتــة عليها مطلبها هي " رايتـها " التي تحاول أن تنصرها وبذلك يكون من يساندها هو الوطني من وجهة نظرها ومن ضدها خائن . خائن . خائن !!!! .

- والاعجب انهم اعتصموا كافراد شعب مصريين على الرصيف المقابل الذي هو فى الجانب الاخر لمبني " مجلس الشعب " لتصبح المعادلة اكثر تعقيداً وتراكباً { شعب و شعب }
فماذا فعل الشعب الذي هو داخل المبني للشعب الذي افترش الرصيف شهورا ثم تم كنسه وطرده بأبشع صورة مهينة للانسانية من امام مبني واعين مجلس الشعب . فمن الطبيعي أن الشعب الذي علي الرصيف يعتبر الشعبالذي داخل المبني الان " خااائن " رغم أنه نائب عنه . لدي من ؟ لدي الحكومة المصرية التي طردتهم . طردت من ؟ المعتصمون المصريون . لماذا ؟ لانهم يطالبوا بحقوقهم . وهل لهم حق ؟ المفروض فهم ابناء هذا البــلد . أي بلد ؟! ............ مصـــــر .

ــ عزيزي القارئ وصلنا إلي ما كنت ارنو اليه منذ البداية فقد كررت كلمات " مصري ، مصرية مصريان ، مصريون" لأصل فى النهاية إلي " مصــر " . مصر الصورة الكبيرة فأين الصورة ؟ ، مصر " كلنــا " أي " كلنا " ؟ ، مصر الراية المنصورة . أي راية ؟ وأي نصر ؟ ، مصر النيل . النيل اللذين يريدون أخذه منا ؟ فلتمت حسرة وغيظا وصمتا يا حابي !! ، مصر التاريخ . التاريخ الذي يوم ان تذكروه يريدون تقطعيه فمن يريد قطع يديه ومن يريد قطع رجله ومن يحاول قطع رأسه تماما ! فهذا يقول : " نحن اقباط فراعنة لا علاقة لنا بعروبة ولا شبة الجزيرة العربية " متنصلا من عروبتنا .. وذاك قائلا : " نحن مسلمون عرب لا علاقة لنا بفراعنة كفرة " متنصلا من مجدنا وحضارتنا .

ــ أين مصر فينا ؟! ... في ذاكرتي موقف أحمله منذ أيام المدرسة لا أنساه حين كان يقف مدرس أو زميل لنا لتحية العلم هاتفا فينا بقوة " تحيا جمهورية مصر العربية " مرددين نحن وراءه ، كان بعض الطلبة بل اكثرهم فى زحمة الصوت العالي يرددون بدلا من تحية العلم " واحد فول واتنين طعمية " الموقف هزلي على ما يبدو ولكني ارتجف حين اتصور ان تتشعب فينا ثقافة غريبة حتى الاطفال والتلاميذ هي أن لقمة العيش نظرا لصعوبتها وعدم دوامها تكون هي ( الوطن والوطنية ) مثلما كان يفعل الانسان ما قبل تاريخينا المصري على الهضبة فاينما وجد الثمــار يكون سكنه وانتماؤه ( نقطة ومن بداية التاريخ ) .

ــ كلنا مصريون وكل منا يري نفسه وطني وربما يري الاخرين خونة .. كلنا ندعي اننا ابناء مصر الابرار واننا احبابها المقربون ، ولكن افتراضا ـ لاقدر الله ـ
لو غابت مصر ليوم .. للحظة !! يا تري من منــّا سيكون اليتيم ؟!

*
كريم بهي
11 يوليو 2010 م
*
المقال نشر جزء منه فى جريدة الشروق الجديد فى عدد يوم الاحد 25 يوليو2010

Friday, July 2, 2010

علامات استفهامنا كاذبة


(1)

نحملُ شوارعاً ممتدة بطول الجروح

تسألنا عن أسمائها

ونسألها نحن عن أسمائنا ..

وتدور هذه السماءُ أمام أعيننا

تدّور عن نجماتٍ قد خبأتها في أحد منا

ولا يوجد فينا اليوم حفرة انسان ٍ واحد

تصلح للتفتيش

هويتنا تقريبا بعمق سطح الأسفــلت

اذن أين النجمات ؟ أو من سرقهــا ؟

تركت السماء أسئلتها هكذا

في أحد شواعنا أمام اشارة مرور حمراء

وراحت تدّور

وبقية المارة واقفون علامات استفهام ٍ

يهرولون بين الاسفلت واشارات المرور

والضوء الاحمر يتلذذ

باصطياد حبات العرق السمراء

(2)

أنا وحبيبتى وثالثنا قصة الحب

من بين المارة نحمل شوارعنا

نحاول حل معادلات الحب بيننا

بحثت فيها عن الجسد والغريزة

وروح ٍ تنفخ فى شيطانى كي اكتب شعر

وبحثت هى في عن الخطيئة والذنب

وما تبقى من العقيدة

البكاءُ كان صديقنا الأول

والحزنُ منضدة ٌ أثيرة لنا على كل مقهي

فجاة .. قررت أن تلقي بي إلي الفراق

وبئس المصير

و لأنى عاشقها .. نويت أن أصلي

فتشتُ عن آذان ٍ في شارعي

سألني الآذانُ اولاً هو ابن أي مئذنة ؟

سألته لأي رب قد نصلي ؟!

سألتنا السماء أين النجمات ؟

كانت الاشارة حمراء ُ

في دهشةٍ صوبنا جباهنا صوب الضوء الاحمر

وحبات عرقي مهيئة للانصياد !

(3)

حبيبتي ـ كما تعودت أن أناديكِ ـ

علمتنا الشوارع التى نحملها

أن هذي الحياة دائرة ٌ

تشبه أرغفة الخبز ،

والرجولة حمل شوارع طويلة أمام الاشارات

أما الدين ُ أن تكون المرأة خيمة سوداء

أو ثوب قماش يجمعه الخيط ُ

علمتنا أن نحب أحياناً

ثم نبيع هذ الحب لأول فراق مشتري

مقابل أكبر قدر من الذكريات الحزينة

علمتنا الا نخجل من عدسة الكاميرات

حين نكذب على صورتنا

في ابتساماتٍ عريضة

بأسنان ٍ صفراء ـ من كثرة الضحك المزوّر ـ

وعيون ٍ بالكاد يتشبث فى أهدابها الدمعُ

(4)

أعلم أنك تحبينى

وباستطاعتي أن أخلع لك روحي تفصيليها كما تشائين

لكن ، انظري ألف اشارة مرور حمراء بيننا

وشوارعنا جدا طويلة

عذراً ، سأكذبُ

" لست تحبيني .. طبائعنا شوارع معكوسة "

جميعنا نكذبُ ونكذبُ

وفي عيوننا ألفُ حقيقة

السماء لم تزل تسألنا عن النجمات

رغم أن مذ ولدنا

الغيمُ من فوقنا ، والاسفلتُ من تحتنا

وتحاصرنا اشاراتُ المرور الحمراء .

لا أنا حبيبكِ ، ولا أنتِ حبيبتي

ولا السماء تترك فى الارض نجمات

ولا الأسماءُ اسمائنا

ولا الشوارع تعرفنا

علاماتُ استفهامنا كاذبة !

كاذبة !

كاذبة !

ولكن عذرا سأكذبُ ... !!

*

كريم بهي

مايو 2010

******************
القصيدة موجودة الان على
موقع الف ليلة وليلة
اضغط هنــــــا

Monday, June 28, 2010

أكسر ف سماكي وأثور



أكسّر ف سماكي و أثـور


انتى الضـــي وانتى النـــور ... انتي بلدنــا واحلى الـــــدور
اسمك كلمة وملهاش سور ... شمسك غنوة ف عزف بحور
وازاي لما اشوفك تبكي ... مش عاوزانى أكون مطيــور
أخرج . أزعـق . أرفع صوتي ... أكسر ف سمـاكـي وأثـــور
أحمل فـوق كتفـي شوارعــك ... أكشـف عـن جرحي المستــور
أقـــول للنــاس الخير طينك ... وجناحك مش لاقــي طيـــــور
والنيـــل فيـكـي مواطــن عايــش ... لكن دايمــا مقهـــــــور
شايل علـــى ضهري تاريــخي ... ماشــى خايــف " ضسطور "
ياأهــل السلطة وأهــل المــال ... ياللي مربي فى بطونا نســـور

جوعنـــــا .. تعبتنا الآآآآه
والآآآآه بتمـــــد تمـــــــــــد
بتمـــــد لسابع جــــــــــــــد

والجـــد كـــان فرعونى ... بنى الهــرم ، وصبــح طرطـــور
كلمتنا ملهاش غير معنى ... والمعنى محبوس ف وجعنـــــــا
وجعى على وجعك يـابـا ... نزق ف دمعة ، ودمعة تفـــــــور


***
كريم بهي
أبريل 2010



Thursday, March 11, 2010

مشروب حزن على كافيـــه مصر

مشروب حزن علي كافيــه مصر

قال الجرســون :

أعملُ هنا مذ ولدت ُ

ولا أفهم ما سر ِ العلاقــة ِ

بين أكواب الشاي الغامق

ونظرة الرجل طويل الشعر الأبيــض ْ

الممتد في الرصيف ، كجرح ٍ غائر ٍ أثري

يدخنُ سيجــارة ً اقترضها

من أيِّ عابر ٍ يكمل بها دخان َحياته

لبضع فلسفاتٍ محترقــة ...

*

في التلفاز :

قال المسئــولُ في مؤتمر الحزب

إن البلاد تشربُ في الصباح

نسكافيــــه

وتتابعُ أسهمَ السعادة

في البورصة علي الأنترنت ْ

وتخرجُ ليلا ً في علاقةٍ عاطفية

علي النيــــل

وترجعُ سعيدة ً جداً آخر اليوم ِ

للبيـــــت ْ !!

وإن كل مشكلاتنا ... الآن

هو سربُ حمــام ٍ عشش

فوق أبراج ِ بلدنا العالية

فأزعج السحـــاب

ونخشي أن تشكونا السماءُ

للأمم المتحدة ِ ... أو للــرب ْ

.

.

في اللحظة ِ نفسها

تسربل علي الطاولة أمامي

سربُ لحظات ٍ من دمي

بين أكواب الشاي الغامق ، في فزع ٍ

من حذاء ِ شرطي ركلَ الرجلَ ... فمــات َ

علي الرصيف ِ .. كجثة ٍ

لا تفهمُ ما معني الموت ؟!

" قبل أن يموت ...

قال عن امرأة ٍ في قريته

لثلاثين عاماً انتظرت الموت َ

في فراشها ليضاجعها مرة

تكونُ الأخيــــرة ، فلم يجـئ ْ

ولكنها ماتت !!!

حتي ان فراشها الخائن

امتص كلَ دمائها الخضراء ِ

وقالَ : لم تكنْ عذراء ُ "

*

في التلفاز :

صفق الأعضــاءُ للمسئول بشدة

وقال : نسيتُ أن اخبركم

إن البلادَ حين ترجع في الليـلِّ

تنامُ في قصــري

خدها علي كفيها كالأطفــال ِ وديعة ً

علي فرشة احلام ٍ طويلة ٍ

هادئة ً ..... إلي أن يستأذنها الصباحُ

.

.

علي الرصيف ، في جانب الجثة ِ

طفلٌ كان يبيعُ المناديل

لتسمح السياراتُ المارقة

زكامها الارستقراطي ،

قد التقــط سيجارة الرجل ِ

يدخنُ بقاياهــا

وينظر من بين رجلي الشرطي

لأكواب الشاي الغامق علي طاولتي ...

والتصفيقُ مستمر

حتي أن الجرسون طلب الحساب

قطعاً متجمدة من دمي

ونصفَ روح ..

والتصفيقُ مستمر

امشي في نصف شارع ٍ

بنصف عين

ونصف اذن

ونصف انسان

ونصفِ ، ونصف ِ و...

نصفِ روح

فاذا جائني الموتُ

سأضطر أن استدين نصف روح ٍ

كي أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــوت !

والتصفيقُ يستمر

يستمر

يستمر

والمسئـــولُ يقــ ـ ـ ـ ـ ــول ...

*

كريم بهي

نوفمبر 2009

*

القصيدة موجودة على موقع الف ليلة وليلة

اضغـــط هنــــــا

Friday, February 26, 2010

الجروح مش عاوزه تتوه مننا

لان الحب اصبح صدأ يملئ الضلوع
والجرح عفن يستوطن في ما بين حروف كلمتى


انتهى الطريق يا صديقتى وآن اوان النزول
كل منا عليه الان ان يحمل امتعته
وينزل لطريق غير طريق الاخر
ونبدأ من نفس اللحظة حيث التقينا ... فكرة النسيان
واظن ان السفر ليس بطويل
.
:
مكالمة تليفونية
" ياريت نبعد عن بعض شوية الجروح مش عاوزة تتوه مننا .. ماسكة فينا زي ما نكون امها او تكون هي امنا "

أغلقت الهاتف

*
اسف مضطر أن اكمل الطريق وحدي
لان سفر كرامتى أثقل بكثير مما كانت تتوقع هي

كريم بهي