Saturday, November 3, 2007

الموت عند وليم شكسبير

ولد الشاعر المسرحي العظيم شكسبير في مدينة استراتفورد على نهر افون عام 1564م بانجلترا يعنى حوالي من 447 عام .. تعلم تعليما عاديا ولم يدخل الجامعة .. تزوج وهو في عمر الثامنة عشر من فتاة تبلغ ستة وعشرين وانجب منها ثلاثة اطفال وماتوا جميعاً

عندما بلغ الثلاثين تقريبا ظهر شكسبير كممثل مسرحى ومؤلف عظيم وتوالت تحفه الادبية مثل روميو وجولييت وماكبث والملك لير وغيرها ............

ولاجدال حول انه لايزال اكثر حيوية وانتشارا من شعراء غيره مشهورين او كانوا مشهورين مثل تشوسر وفرجيل فلا احد الان يقرأهم او يعرفهم سوى المتخصصون
ولذلك شكسبير كان اقدر على صناعة الكلام وكثير من عباراته يتناقلها الناس دون ان يدروا انها له وترجمت مؤلفاته لمعظم لغات العالم تقريبا ومازال عليها اقبال جماهيرى وادبى كبير وفعال

لذلك وضعه المؤرخ مايكل هارت فى كتابه العظماء مائه اعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي ترجمه له أنيس منصور فى قائمة الخالدين وقال عنه :
ان مؤلفاته ومسرحياته استطاعت ان تنجح في امتحان الزمن

وفي الحقيقة انا لم اكتب هذا البوست لمجرد التأريخ او اظهار اعجابى بسكشبير فقط وانما منذ فترة وهناك مجرد ملحوظة وجدتها فى معظم روائع شكسبير المشهورة له مثل روميو وجولييت ماكبث كليوباترا عطيل الملك لير ........
والملحوظة الصغيرة هى ان كل المؤلفات السابق ذكرها تنتهى بالموت
حيث يموت البطل او البطلة او يقتلا او ينتحرا .. وهذا يتكرر فى مؤلفات شكسبير والسؤال هنا الذى دار فى ذهنى .... هل شكسبير كان يعتقد ان الموت هو النهاية المرضية لصراع الاحداث التى كان يبتكرها ؟
ام انه الطريقة التى يجذب بها القارئ ويحصل على تعاطفه للبطل او البطلة فى النهاية
ام انها فلسفة تسكن فكر شكسبير وتعلق بالموت بأنه النهاية المؤكدة لاى شئ فى الوجود
فى الحقيقة التساؤلات كثيرة ومحيرة بالنسبة لى
ولهذا سأعرض نهاية بعض المسرحيات لشكسبير

روميو وجولييت

قال كبير الحراس ( هنا يرقد الكونت باريس قتيلا ، وروميو ميتاً وجولييت قتلت نفسها

ماكبث

وعرف ماكبث ان اجله قد حان ولكنه كان شجاعا فقال باعلى صوته الى ماكدف
( هيا قاتل حتى النهاية ولتحل اللعنة علي من يقول منا حسبنا هذا )
وخر ماكبث صريعا . بعد ان فصل ماكدف رأسه عن جسده

انطونيوس وكيلوباترا

تأمل أكتافيوس كيلوباترا وقال
( ما اشجعها فة مجابهة الموت اما وهى ملكة فقد انفذت مشيئتها على النحو الذى ارادت
سوف تدنو بجانب انطونيوس ولن يوجد على الارض قبر يضم اثنين لهما ما لهذين من شهرة وصيت )

عطيل

وعندما علم عطيل براءة زوجته دزديمونا وكاسيو وجرم ياغو تكشف له بوضوح انه ليس اكثر من قاتل سفاح فرمى نفسه على طرف سيفه وانقلب على الارض جثة هامدة

الملك لير

فى تلك الاثناء توفى دوق كورنوول زوج ريغان واعلنت عزمها على الزواج من بادوموند الشرير مما اثار حفيظة اختها غونيريل فقتلت اختها بعد ان دست لها السم ثم سجنها زوجها دوق البانيا لقتلها
وكانت ايضا نهاية الاخت الثالثة كورديليا محزنة بعد هزيمة جيوشها فى الحرب وسيقت للسجن وقتلت فيها .... ولم يعش لير بعدها طويلا
*******************************************


وتوفى شكسبير فى الثانية والخمسين من عمره .. ولم تزل اعماله حية الى هذا اليوم نبحثها ونقرأها وتقرأنا احيانا هى . وتظل حيرتى عن فكرة الموت عند شكسبير سواء فى النهايه او داخل اجواء العمل النفسية قائمة تتسائل

كريم بهي
نوفمبر 2007

5 comments:

shreen said...

كريم
هز تعليقك عندى احساسى جدا
بل اجروء على القول انه اعد الى بعض الثقه
ان ما زال هناك رجلا يحملون فى جنباتهم قلبا يستخدمونه فى الاحساس بالاخرين

فشكرا لاحساسك هذا
انا الاخرى اعشق شكسبير
خصوصا الملك لير
اعشق العواصف والانواء التى تحفل بها القصه

اعشق ظروف ولاده ميراندا

واعشق عطيل
الذى تسببت غيرته وشكه الاحمق
فى حرمتنه من افضل شئ بحياته
فلم يستطيع العيش مع الذنب
واخذ حياته بيده

اما بانسبه لنهايهة كل قصصة بالموت

فكما قيل يوما
ان اعظم قصص الحب هى التى لا تنتهى بالزواج

فشكسبير
رأى ان اعظم القصص هى التى تنتهى بالموت

ستجد دائما ان لحظه النهايه مؤثره تبقى فى الذاكره

فهو اعتمد على الموت لأنه راه هو النهايه المثلى لكل شئ

عطيل قتل نفسه لانه راى انه يستحق بعدما قتل انسانه مظلومه

دزديمونا
ماتت برئه طاهره لان عطيل شك بها

ما كبث مات
شجاعا بطلا وراسه عاليا

هل ترى معى ما اقصد
الموت هو العقاب الامثل لمن اخطئ
وهو الوسيله المثلى لنتعاطف مع ضحيه
وهو النهايه المثلى لتخليد قصه حب الى الابد

واخيرا
شرف لى ان اكون اول تعليق عندك

hamsaa said...

ليست هذه هي المرة الاولي لزيارتك فقد زرتك مرتين قبل هذه المرة و في كل مرة اسعد بك كثيرا جدا
اعتقد ان شكسبير قد كان يضع نهاية صغيرة يوفرها له عقله لعجزه عن وضع نهايات لقصص الحب ربما لم يعشق النهايات المفتوحة لذلك قد ترك الموت او الانتحار ليعبران عن ذلك
و لكن في ايامنا هذه نهاية الحب تنتهي بالموت السريع له بدون انتحار او موت الابطال و هذا هو الفرق بين ايامه و ايامنا
تحاتي اليك و الى قلمك
اود ان تزورني لعلك تجد شىء يعجبك
همسه

Dr. Diaa Elnaggar said...

العزيز كريم

موضوع جميل فعلا ويستحق التأمل وربما رسالة ماجستير أو دكتوراه عليه.

الموت والحياة ليسا نقيضان متضادان، بل هما نقيضان متكاملان، هما جدلية ثنائية تكاملية، وكما قال فلوبير بروعة: في داخل كل منا مقبرة، وكما قال حسين كامل الصيرفي ببراعة في قصيدته الخالدة :العصفور

نومي تقييد لحياتي
ميلادي قيد لمماتي
لغتي تتملك كلماتي
والوهم الوهم الحرية

هناك عديد من النظريات في الموت، منها "نظرية الموت الكامل" عند البروتستانت، والقائلة بموت الجسد والروح سويا وبالتالي يكون إعادة الخلق يوم القيامة للإثنين سويا. أما عند الكاثوليك فالموت للجسد فقط، أما الروح خالدة لا تموت، وهي نظرية قريبة من التصورات الإسلامية عن الموت. أما في الأدب فالموت واحد من ثلاثة اشياء:

1. تطهر من الإثم
2. قهر العدم
3. عقاب شعري

وهذه الامور الثلاثة ستجدها أظن منطبقة على النهايات عند شكسبير، فكر فيها كده وقوللي وصلت لإيه؟ بس تقوللي يا كريم، ما تبعنيش.

عميق تحياتي

ضياء

Dr. Diaa Elnaggar said...

تصحيح لخطأ مطبعي صغير،

هو اسمه حسن كامل الصيرفي، مش حسين.

تحياتي

ضياء

fawest said...

لم أتوقع منك بصراحه على قدر جسمك الضئيل المتناسب مع سنك
هذا الكم من االعمق فى الرؤيه
ده كفايه شهاده د.ضياء ليك
جميل جدا تعزيز كلامك
بأقتباسات من الاعمال
بيؤكد لى - وهو لم أشك فية يوما- أنك صاحب فكر ليس بالضروره لأنك صغير السن يصبح هو الاخر صغير يحتاج الى تطوير و تخذينه بالتجارب و الخبرات الحياتيه
لكنى مقتنع أنك تمتلك بزره صالحة كنواه لشاعر ستنجبه الايام القادمه



بالمناسبه أمتى هتنزل مصر الكل على التكعيبه عاوز يشوفك