Wednesday, December 26, 2007

ادب للاطفال" للكبار فقط

أنا من أشد المحبين للأطفال خاصة من سن الواحدة حتى الخامسة او السادسة ، احبهم وهم ينعمون بالبراءة والسذاجة التى عادة ما تدفعنى للضحك او السعادة او الحزن او الكآبة أو .......

لكن من الملحوظ جدا والملموس أيضا تطور عقلية الاطفال ولا سيما بعد تجلى ظهور الانترنت و الموبايل وبوابات التطلع والفكر والمدرارك المفتوحة بكل قوة الرياح التكنولوجية

فأصبح ما يصدر عن الاطفال ليس مجرد سذاجة ضاحكة او مبكية بل تحولت كلماتهم البسيطة احيانا لخيط او طريق لمعانى وكلمات اكبر واعمق او لشئ لا يدركوه لكنهم فعلوه

فصار الطفل بطبيعته البسيطة اديبا او اقدر على التعبير بدون ان يدرى بذلك فقد تجمعت البراءة مع العقل فى شئ صغير اسمه لسان الطفل الحكاء والمتسائل بشدة وكثرة ومعنى

لذا فكرت ان يكون هناك أدباَ جديدا للطفل لكن مكتوب للكبار ، وعلينا نحن ـ اقصد المتأملين والمفكرين ـ بحصد وجمع مواقف الاطفال المعبرة والتى تدل على قدرة الاطفال الطبيعية على شحن موجات حزن او فرح لوجدننا بمواقفهم وكلامهم

واظن انه قد فعل هذا من قبل الدكتور ضياء النجار فى احدى تدويناته عن التفرقة العنصرية

لكنى فى هذا البوست ما اريد انا عمله هو تأليف مواقف جديدة بشخص ولسان الاطفال وبتركيبة معينة تخاطب عقول الكبار ربما بشئ من التحليل او السخرية او النقد او الفكاهه احيانا او.....او

واظن اننى استطيع ولو لم اخلق شيئا جديدا سافتح الباب لشئ جديد فعلا من خلال كتاباتى وشعرى وقصائدى القادمة باذن الله


هو ادب الاطفال المكتوب للكبار


وهذا اول عمل ابتكرته عن العيد


أكيد هما لسه واقفين


انه يوم العيد والساعة تدق التاسعة صباحاً ، فى تلك القرية الكبيرة وربما الصغيرة


يخرج هذا الطفل الى صديقه بالشارع الخلفي فيضرب جرس الباب ، واذا بصديقه (الانتيم) الذى يجاوره المسكن والمقعد فى الصف الاول الابتدائي


ويقول الطفل لصديقه بشئ من العتاب : انت لسه قاعد ومخرتش دا النهاردة العيد


الصديق : عيد ايه ياعم وانا عندى درس النهارده الساعة3 الضهر وعليا حفظ يجي ديشليووون كلمة


الطفل : بس النهاردة العيد ........ اجازة


الصديق : عيد ازاي وبابا لسه نايم وماما فى المطبخ ومحدش جه عندنا واجازة ايه وانا عندى درس


الطفل : امال اخواتك فيييين


الصديق : خرجواااا


الطفل : شوفت !!! عشان اقولك والله احنا صلينا العيد النهارده الصبح


الصديق : طيب الشوارع فاضية ليه وبابا لسه نايم ومحدش جه عندنا


الطفل : والله النهارده العيد ...... حتى كمان احنا واخدين اجازة من المدرسة النهارده


الصديق :ما يمكن يا حدق النهارده الوقفة عشان كدا خدنا اجازة من المدرسة وما اخدش انا اجازة من المدرس


الطفل : لا لا لا انبارح كانت الوقفة وبابا قالى ان الناس الحجاج فى السعودية واقفين فوق الجبل


الصديق : بجد !!!! يبقى يبقى اكيد هما لسه واقفين والعيد مش النهاردة


الطفل : لا ياعم هاروح اسأل بابا احسن


ويرجع الطفل لبيته فى شكه القوى ان اليوم ليس يوم العيد ... ويسأل ابيه عن الحجاج فوق الجبل


هما لسه واقفين


انتهى؛


كريم بهي

أخى محمد شاعراااااً




في الحقيقة ، وبالفعل هى حقيقة
عندما كنت اذاكر بالامس ، دخل أخى محمد هذا الذي فى الصورة وجلس معى فى هدوء ثم أخذ يحدثنى عن المدونة والاشعار وأخبرنى انه يحاول كتابة قصة فيلم لأن الافلام الموجودة على الساحة الان لا تعجبه حيث ان مضمون الاحداث "مش حلو وهايف" هكذا قالها
وبعد حوالى نصف ساعة طلبت منه الصمت لاستكمال مذاكرتى طبعا ، فاضجع على سريرى صامتا لمدة لا احسبها طويلة ، ثم قال لى انظر واعطانى ورقة بها بعض السطور التى تبينت فيما بعد انها شعرية
وقال لقد كتبت شعر مثلك , ولم اصدقه فى بادئ الامر اطلاقا ولكن لانه اخى الصغير واعلم مدى صدقه تأكدت من انه كاتب هذه السطور
التى سأعرضها عليكم كما هى فلم اغير منها نقطة ولا حرف
حبيتى أين أنتِ في وسط النجوم؟
أبحث ليالي بطولها وسط النجوم العالية
قولى لي أين أنتِ من النجوم الساطعة
لا أنت وسط القمر الذي يضئ دائماً
حبيبتى كل ما ليّ وسط الاقمار
هذه هى المقطوعة الشعرية التى ابتكرها اخى ، والغريب انه كتب الشعر فى نفس السن الذى كتبت فيه اول شعرى
هو الان بالصف السادس الابتدائى وكنت انا بالصف الاول الاعدادي يعنى هو نفس السن تقريبا , كما انه كتب بالفصحى
كنت منبهر جدا به وهذا ما دفعنى لاكتب هذا البوست
ولا أعلم ماذا يحمل لنا الغد ؟!!!!ا
ليلة الاربعاء
26 12 2007
كريم بهي؛

Monday, December 17, 2007

بأى حال عدت يا عيد

عيدُ ، بأي حــالٍ عدت يا عيــــدُ
بما مضي ، أم بأمرٍ فيه تجديدُ

يلهون في الشوارع
يلهون في الزحام
وتذوب المواجع
فى فرحة الايام
وتعود المواجع
فى برود الايام
عيد سعيد
وكل عام وانتم الطيبة والخير والحب والسعادة


تحياتى القلبية
كريم بهي

Thursday, December 13, 2007

الطريق الى شئ لا يموت



طريقي مش بكرة

هى : هترجع ؟؟
أنا : اللى بيروووح مبيرجعش
هي : بس انت لازم ترجع
انا : اتمنى
هي : بلاش التمني لانه من المستحيل
أنا : صدقينى كل شئ بقى مستحيل
هي : هاستناك
أنا : وانا كمان هستناكى ، هستناكى فى الماضى
انا طريقى مش بكرة
انا راجع تانى ، راجع لانبارح
هي : خدنى معاك عشان خاطري
انا : اخدك ازاى ؟ وانتى اصلا هنااك
دا انا راجع ليكى
راجع للدنيا اللى بحلم بيها
وعارف انى مش هلاقيها
بس اوعدك انى
هادور ، هادور عليها
ويوم يوم مالاقيها
عارف انها مش هتلاقينى
مش هتلاقينى
ساااامحييينى




قصيدة
شئ لا يموت

أقفُ علي بابِ المــوتْ
أنتظرُ
أنتظرُ أن أمــــوتْ
وأُضيع بقايا عمرى
فى متاهة الحزن
وسراديب السكوتْ
وأقــولُ
لآخر مرة ، أقــولُ
بقلب هذا الصــوتْ
الذى طالما قال
أحبكِ ، أحبكِ
أقــولُ
بعدكِ عنى
مرادف للمـــــوتْ
ابحثي عنه
فى قاموس باكر الضائع
من ذاكرة الحياة
واكتبى بأقلام رصاص
يسهل محوها
وكأنى كنتُ شيئاً
من حبكِ
وكأن حبكِ
شئٌ لا ، لا يمــوتْ
توقيع
كريم بهي؛
ديسمبر2007

Sunday, December 9, 2007

انتظاااار الملائكة

في الحقيقة ، كتبت هذة القصيدة عندما اغلقت الكاتبة الجميلة نهى محمود مدونتها ولانى من المحبين والمعجبين بها كتبت تلك القصيدة في تلك الايام ولكن لم يخطر ببالى ان انشرها علي المدونة لأنها فكرة احد اصدقائى لي واليوم بعد ان رجعت نهى محمود لحياة المدونة الرمادية فان هذه القصيدة اليوم ليست لنهى فقط بل تحولت شئ خاص بى وبشعرى واتمنى الا تزعج القصيدة نهى لو قرأتها او علمت بها فانى لم استطع ان اذيل اسمها من كيان القصيدة فشعرت لو فعلت لسلبت من قصيدتى روحها التى ولدت من اجلها
ولذلك فهذه القصيدة هى اهداء لنهى محمود واتمنى اتمنى ان تنال رضاها والا تزعجها او تفتح جراجاً او شئ آخر فهى مصاغة من الحب وللحب بشئ من الحزن الصارخ ، وقد ناديت نهى فى قصيدتى بالملائكة كما تعودت ان افعل
كريم بهي








انتظار الملائكة


ها هي مدينتا الرمادية .. اختفت
فى ضمير الرحيل
وخلعت الملائكة ٌ
اجنحتها الملائكية
فى حقيبة السفر
ورقصت مع الحزن
رقصته الجنائزية
فاغلقت البابَ
فى وجه الرجوووع
بلا عـــــــودة
**
أيتها الملائكةُ الراحلة
والسحب البريئة
باكية وحزينة ْ
فى شوارعِ
وحــوارى السماء
وصوت المطر المبتل
بالرعد ، بالبرق
بالندااااء
يحاول شق الارض
لو تزهر ثانيةًَ
ورداً او حباً او عطااء
يحاول كسر
كل القيود
يحفر تحت السدود
ويبحث عن السرداب
المفقود
للوصول لقمة القصر المرصود
فالحكيمة تجلس هناك
نهى محمود .....
فيفتحُ كل الزنازين
للفراشات الملونة
كى تعود لنا
الفراشاتُ الملونةْ
تلعب وتطير .. كما تعودت
في جنينة تلك المدونةْ
المدونة الرمادية
الرمادية
بين الحزن والابتسامات
فكل شئ كان رماديْ
بين الحزن والابتسامات
فاللون الابيض كان رمادي
واللون الاسود كان رمادي
والاحمر والاصفر والاخضرْ ...
فكل شئ كان رمادي
حتى الطفل الجميل
اعتاد ان يلعب
لعبةً – ايضا – رمادية
بين الحزن والابتسامات

**


وها أنا واقف
انظر لكلماتك ترحلُ
فاسمحى لى
اديرُ وجهي قليلا
كي امسح دموعي
برفق ْ ...
دون ان تشعري
أن عيونى دموع
ان عيونى دموووع
وأشدُ شفتيّ ببطء ٍ
شديد
وابتسم للحزن
في صمت وخشووع
وأصلى للامل الكافر
فأمكثُ
امام ابوابك المغلقة
فلا تنزعجى حين ترينى
أمام بوابك المغلقة
أدفسُ رأسي
بين ركبتيّ
ليلا .. ونهاارْ
فاما ان تعودي
واما يحولنى الزمنُ
لحظات انتظار
لحظات انتظار
انتظاااار .. نهى محمود
**
توقيع

كريم بهي

ديسمبر2007

Saturday, December 1, 2007

الحب من صنع الرب



وتسقط المسرحية ، ويحترق الستار فتتحول بقايا الستار المحترق لحبل يُـشنق به الحب فوق الرماد
هنا ....... خسبة المسرح الجالسة القابعة اما خلف قضبان الظلام او في زنزانة السكات
تحاول فتح زجاجة الايام الماضية ربما تسكرها او تضل بها الطريق الى باكر المشئوم
لازالت تحاول فتح الزجاجة ..... تحاول ...... تحاول وفجأة ( طاااق ) انه صوت انفجار صودا الذكرى الموجوعة
تشرب منها وتشرب وتشرب بغزارة ووقسوة الحزن الاليم ثم تحكى
نعم .... هى خشبة المسرح تحكى

المكان : ورد وخضرة واشجار وجدار تحت سور جنينة الكلية
الزمان : منتصف نهار بائس
الشخصيات : هو وهى _ او هى وهو


هي : صامتة ، تجلس امامه تلقى ظهرها على جدار السور الابيض
هو : يجلس امامها فى شئ من الحيرة والحزن
( مالك ؟ فيه ايه ؟ ..... حاسس بحاجة جواكى مخبياهه عليا ومبقتيش زى الاول
دايما بنزعلى من اتفه الاسباب ودايما حزينة .... فيه ايه انا مش عارفه )
هي : على حالها صامتة فى سكون
هو : اتكلمى فيه ايه اللى جواكى
هي : تضع وجهها بين كفيها .. ف صمت وحركة خفيفة
هو : يصمت لحظات ناظرا ومحدقا فيها ويحدق أكثر بين دموعه المصلوبة بين اجفانة الحزينة
هي : ترفع رأسها ، ترمى بينها المتثاقلة بالدموع فى عينه ثم تتحرك شفتيها استعدادا للكلام لكنها
تتراجع لصمتها وتسحب عينها وتعيد بوجهها لكفيها ثانية
هو : فى صوت خافت محنوق جدا ( لسه مش عاوزا تتكلمى وتقولى مالك ؟ )
هي : تتنهد تنهيدة طويلة جدا يتضح فيها الم صارخ ، ثم دمعة تائهة على خدها الايمن .... بنفس الصمت
هو : تبدأ ثورته فى دقات قلبه المتلاحقة واحمرار وجهه ونظرة الحيرة
( كدا اكيد فيه حاجة كيرة الدموع دى سببها ايه ، انا كدا قلقت اوى بجد حرام عليكى انطقى بقى !!! )
هي : على حالها الساكن الموجوع ساااكنة
هو : يستعد للقيام والرحيل ( انا هسيبك يبدو انكمش عاوزا تتكلمى معايا انا الذات وفيها حاجة متعمدة تخبيها عنى
لما تحبى تتكلمى انت عارفة طريقى )
ويدير وجه فى اتجاه الطريق
هي : تمسك بيديه وتطبق عليها بشدة ... واخيرا تنطق فى صت هزيل
( استنى متمشيش انا محتجالك اوى وهاقولك )
هو : قولى يا حبيبتى ( فى حزنه الحائر)
هي : حاة خايفة تعرفها تبعد عنى ومش قادرة اقولهالك ...... بجد مش قادرة
هو : يبقى فى استغرابه المتسائل ( مش يمكن تكون بسيطة بس انتى مكبراها قولى وانا اكتر يحس بيكى
هي :طيب ممكن اسألك سؤال الاول
هو : ينظر لها نظرة بالموافقة لكن فى غرابة تخشى الاتى المجهول
هي : تعدل من جلستها وتهم وتنظر له وتقول ( صحيح بتحبنى )
هو : فى فرحة كسرت اسارية المعقدة ( يااااااااااااه و دا اللى تاعبك بجد انت مخك صغير وهو دا سؤال طبعا)
هي : تبدو الدموع المحبوسه ثم تصمت ثانية ........ وكأن الكلمات تهرب داخل صوتها تاركة فراغا هو الصمت
هو : يا سلام عى تفكيراتك
هي : تقاطعه .... استنى بس
( لو قلتلك يعنى ان ان ان كنت بعرف يعنى واحد قبلك ويعنى كنت بحبه وبيحبنى من 3 سنين يعنى
وبعدين سافر وكنت نسيته وعرفتك وحبيتك و و و من اسبوعين عرفت انه راجع تانى فحسيت ان
ان يعنى بحبه تانى وحسيت انى عاوزاه من تانى و ..... و ...... و .........
هو : يقاطعها .... ودمعهه ثائر غاضب ، يقف وهو ينهج ثم يبلغ ريقه ثم ينهج اكثر والدمع يفور كالبركان والامواج الغاضبة داخل عينيه يحدق فيها بقسوة وحنين ..... يعرق ينهج ثم يغلبه الدمع تسيل الدمعة الاليمة
فيجلس ساكنا مكسور الوجدان حزين
هي : انا اسفة ......... بس
هو : يشير لها بالسكات وينظر لسماء دقائق ثم ينظر لها فيما بعد
هي : صااامتة ... متأهبة حكم القاضى فى انتظار مخيف
هو : ينظر لها طويلا ويقول
( الحب دستور السما مش ذنب نعاقب عليه ولا هو شئ بنركبه ونخلعه زى ما عاوزين
لو كنتى حبتيه تبقى ملكه هو وتبقى من السما
ولانى حبيتك .. ابقى ملكك لانى هافضل احبك مش هاقدر انسااكى
ثم يدير وجهه عنها قائلا
وياريتك ، ياريتك ما نطقتى ...... ياريتك

هنا ..... ثار الجمهور ضد البطل وقاموا باحراق المسرح والستار واسقطوا المسرحية من كتاب البشر
والحجة انه ليس هناك صفحات للملائكة فارغة فى زحمة الاحزان والضجر
وتنتهى زجاجة الايام من خشبة المسرح ويمر هاتف قائلاً

الحـــب
من صنع الرب
وكفر المحبين وخطاياهم
_ ايضا _ حب
فانه
دستور السماء
وطبع الملائكة
حب وعطاء
وعطااااء
وعطاااء
-
-
-
-

كريم بهي
نوفمبر 2007