Sunday, December 19, 2010

كيف صارت الارصفة مسارحاً ؟ ... جريدة الواقع


كيف صارت الارصفة مسارحاً ؟
*
بكل سخرية ٍ و ألم
كان يضحك وبشدة .... حين أساله
" لماذا فقأت عيون مصابيحك ؟!! "
رغم أنك شارع ٌ بعيد ٌ عن المدينة
وحيدٌ تماماً عن أنوارهـا ..
فيضرب بقوة علي صدر شبابيكه القديمة
ويقــــــول :
لأثبــت لك يا وحيــداً
أن الظـلام فى حواري جسدي
أصدق ُ .. أوسعُ بكثير ٍ من نور مدينتك الأعمــي ..
انظر لأرصفة المدينة كيف صارت مسارحاً
للراقصين عراة .. يمثلون ادواراً ِ
ناسيين ملابسهم خلف ديكور أرواحهم المزيفة
ليزدادوا عـُرياً كلما اتقنوا ادوارهم
ويزدادوا كذباً أمام دهشـة
جمهور ٍ عريض من الكراسي الفـارغة ...
*
أجلس هنا وراء المدينة .... كنبيّ
رسلي للشوارع المفتونة بالنور الأعمـي ، تراهم
نائمين تحت الأعمــدة الطويلة بلا أيّ دور
فى منتصف المسرح ، لكن لا يمثلون
بين مصابيح ٍ لأعمدتكم
للسيارات ِ ، في البيوت ِ
أو للهواتف المحمولة فى ايديكم
ولا تضئ لكم روحاً واحدة ...
فأنت تدهشك الأسئـلة ُ
كلما أتقنوا ادوارهم مـَن حولك
اخفــاء ً للحقيقة ،
منذ البداية
كنت تسعة أشهر ٍ صغيرة ٍمن الوحدة والظلام
وبدأت البكا يوم ولدت
يوم اغتصب النورُ البارد ُ عذرية عينيك
فصرخت من ألم الوحدة الكبري
الذي دخل بين تفاصيل روحك
من فتحاتٍ كبري لعيون مـَن حولك
فلم يروك !!
اخترت دور الاختفاء بين عروق المدينة الجافة
تفصل لك قلباً من خطوط المشاه البيضاء فى الشوارع
تتشبث به فى خطواتك الجريحةِ من رصيف ٍ .... لآخر
تجمع حلم الأحبـة والخلان ِ
من دمعات ٍ مستعملة من قبل
وضحكات ٍ بأسنان ٍ مزوّرة
وأرواح ٍ باليـة ٍ جداً ـ كموضة المدينة ـ
ولم يمنعك كل هذا
من أن تفقد خمسين قرشاً
كل يوم ٍ فى كواليسك المندهشة ... امام طفلة
تبيع الورد والمناديل ، وتسألك
عن وردة ٍ فى لون ٍ أســود
لونُ جلد شبابيكي الوحيد
هي لا تفهم معني البنفسج والأحمـر
لكن وردة ٌ سوداء
قد تفسر حلماً يراود منام النور فى مدينتك
لا تقدر على تفسيره الأعمدة الطويلة
ويسبب صداعاً للأسفلت والارصفة
" عن وردة ٍ ذابلة أو علبة مناديل تساوي خمسين قرشاً
وطفولة بنتٍ فى المدينة كلها ... لا تساوي شيئاً "
*
أنت وحيدٌ حتي فى اتقانك لدور الدهشة
علي الأرصـفة ... والغريبُ
لا يصفق لك صمتُ الكراسى الفارغة ، ولو لمرة ...
ستندهش أكثر حين تري عجوزاً
في بلكونة ناصيتي
تفصل عمرها شالاً لوحدتي بحرفةٍ وصبر
خشية برد النور الآتي من المدينة ،
أنها ـ وقبل النهاية ـ ستشبه حبيبتك كثيراً
التي فى مشهد المقهي البعيد الوحيد
قاسمتك منضدة العمر .... والحساب
بعدما اكتشفت أن ثمن مشروباتكما من الحب
مبلغ ٌ من الوحدة لا تعادله روحك
فهمست لجرسون الوجع
ألا يخبرك باختفائها فجأة .. عائدة ً لجسدي
تصفق دموعها لك ـ وهي فى الطريق ـ بشدة
كلما أتقنت دورَ الدهشة
أنت والكرسى الفارغ ، كشريكن للأبـد !!
ستكون دهشتك الكبري ... اخيراً
حين تكشف لك ستائر النهاية
انك بطول رصيف عمرك .. كنت تتقاسم منذ البداية
البطولة مع مجرد كرسي فارغ
امام جمهور عريض ـ ايضاً ـ من الكراسي الفارغة
وأنت الوحيدُ تماماً بين الأرصـفة
تحت مصابيح ٍ عمياء ، لم تـُريك عـُريك يوماً
ولم تراك !!
لكنني ومنذ لحظة الولادة
همست اليك برفق ٍ
ببعض ٍ من تراتيل وحدتي وظلامي
ففتحت عينيك عن آخرهمـا
وصرت تبكي ، وتبكي ، وتصرخ ... اليهم
لم تصدقني ...
فأنت وحيد ٌ منذ البداية
أو فقل لي اذن :
لماذا كنت تبكي وتبكي وتصرخ
وهم من حولك .... يضحكون !!!
ويضحكون !!!
ويضحكون !!!
*
كريم بهي
2010
*
لقراءة القصيدة على موقع جريدة الواقع
اضغط هنا

م

Thursday, December 9, 2010

قصيدة لي .. فى جريدة الواقع


*
قصيدة " فأصير درويشاً لنسيانك " .. فى جريدة الواقع
لقراءة القصيدة على موقع الجريدة
اضغــط هنـــا
*
كريم بهي