Friday, August 14, 2009

قصيدة جديدة على موقع الكتابة الجديدة



فأصير درويشاً لنسيانك


(1)-

الفرقُ بين الأرض وسمائي كان

دمعتي المُخبئة في رحم الهواء ِ

أنفاسـي المُـلوحة ُ لكِ تنهداً

بكل كبرياءٍ للتوديع ْ ... فاغربي

إلي بلادٍ ما بعد الهواء ِ

استنشقي غازاتِ الشك ِ والذكري .. فاختنقي

بسيور الدمع كلما تذكرتِ

ذراتِ الحبِ والسعادة

حينما كنـّا نختطفها برئتين

احداهما تطيرُ فوق السماء ِ

والأخري تهربُ من تحتِ الأرض ِ

تاركين صدرَ الأيام ِ متوقفاً

لمدة الحب ِ الذي كان بيننا ...

اختنقي بسيور الدمع كلما تذكرتِ

ورداتي الجميلة

التي كلما زرعتها في رصيفِ احساسك ِ

تدهسُها أحذية ُ المارين من أفكارك ِ

بكل غباء ٍ ممسرحْ !

فإنتحارُ ورداتي على أرض ِ احساسكِ المسلفت

كان يشنقُ في جسدي رعشاتِ الحب

فأتجمدْ ... كثلجة ٍ أقوي من فأس شمسكِ

أصيرُ فولاذي الإحساس ِ بك ِ

لا أنصهر .. لا أذوبْ

فأقطعُ رقبة َ حبك ِ صااااارخاً ... اغربي

-(2)-

وأرشقُ في جسدي جذع َ الحب

انطوي دامياً " دمعاتي " المُـسالة َ منىِّ

في ثلاثِ طرقْ ... تفترقْ

(الماضي) ، ( الحاضر) ، ( الباكر)

فأهرول ، أقدمُ لحظاتي المُـضاعة َ منىِّ

لآلهةِ النسيان

ولأنى كافرٌ أحب .. لا أنسي

أحاولُ مراتٍ .. مرات ْ

فأصيرُ درويشاً لنسيانِـك

عند كلِّ أضرحة لحظاتي المقبورة

أ ُطوحُ رأسي وجسدي كالمصروع ِ

أعفرُ وجهى بتراب الدموع ِ ... قائلا ً

" نسيانكِ ... حيّ "

" نسيانكِ ... حيّ "

"نسيانكِ ... حيّ "

واذا خلوت لشياطيني ... أنقلبُ مستتراً

فأخرجُ من جيبِ عمري السريّ

حبكِ ... حياً ، حياً ، حيّ !

يوليو 2009

ـــــــــــــــــــــــ

* شاعر مصري

هذه القصيدة منشورة الان على موقع الكتابة الجديدة

اضغـــط هنـــــــا


كريم بهي

Saturday, August 1, 2009

قصيدة جديدة على الموقع الثقافي

سُكر فوق جثة الشمس ...


كريم بهـي

(1)

وقتلوا في بلادي الشمسْ

مشينا جميعاً في العتمة

نهمسُ : " من قتل الشمس ؟!

جلسنا حول الجثة نبكي

صوتنا مغموس

في بركة همسْ

صوتنا منحوس بلعنة همسْ .

أنا لست معكم لانى سأصرخ

" من قتل الشمس ؟

سأصرخ

" قد ماتت فى بلادي الشمس !

(2)

في محضر الجريمة

سجلنا الجناة " ضد مجهول " .

وفي الصحيفة كتبنا الجاني

ماسٌ كهربائي

أو شبحٌ ارهابي .

وعلي المقاهي

بين أدخنة الشيشة

واكواب الشاي الباردة

بين لعب الشطرنج عادة

بدون قطعة الملك ...

بين تناول العاطلين كل صباح

سندويتشات الفول والفلافل اللمفوفة

في اوراق جرائد للوظائف الخالية

سخرنا فقلنا : " قضاءٌ وقدر " .

وفي البيوت وأسرة النوم

بصوت منخفض تهامسنا

" هم الجناة ، وهم القضاة "

" هم الكفرة ، وهم الدعاة "

وأطفأنا النـــور ... لننـام ْ .

(3)

في حواري الحلم الضيقة

طاردتنا الكوابيس ،

بكل مكبرات الصمت صرخنا

طويلا ً

صراخاً عميقاً خلف المسرح

كابطال الكواليسْ

تفزعنا فى نومنا

نتلمس عقدة حنجرتنا

نتمتم نائمين

" قد .. قد .. قد ماتت

في بلادنا الشمس " .

(4)

عند باب الصبح

الاطفال سألونا عن الشمس

" أين الشمس ؟ "

الاطفال في انتظار الشمس

فأين الشمس ؟

يتجمد في عيونهم الحلمْ

جليد حزن ٍ وهّـمْ

يدفسون فى ركبتيهم الرأسْ

يتقوقعون كجنين ٍ قابع

في رحم الامسْ

جنينٌ ضل طريق الولادة

حين ماتت فى حلمه الشمسْ

فأين ، أين الشمس ؟

(5)

فاشربوا دموعكم

حتي تنسوا تقاطيع الشمس

اشربوا دموعكم

حتى تنساكم تقاطيع الشمس

اشربوا كيفما تشاؤن

اشربوا حتى تسكروا

وحينما تسكرون

خونوا الدمع

وخونوا ، خونوا الشمسْ .

كريم بهي
القصيدة الان منشورة على الموقع الثقافي للاستاذ الدكتور أمجد ريان
اضغـــط هنــــــا