Saturday, December 1, 2007

الحب من صنع الرب



وتسقط المسرحية ، ويحترق الستار فتتحول بقايا الستار المحترق لحبل يُـشنق به الحب فوق الرماد
هنا ....... خسبة المسرح الجالسة القابعة اما خلف قضبان الظلام او في زنزانة السكات
تحاول فتح زجاجة الايام الماضية ربما تسكرها او تضل بها الطريق الى باكر المشئوم
لازالت تحاول فتح الزجاجة ..... تحاول ...... تحاول وفجأة ( طاااق ) انه صوت انفجار صودا الذكرى الموجوعة
تشرب منها وتشرب وتشرب بغزارة ووقسوة الحزن الاليم ثم تحكى
نعم .... هى خشبة المسرح تحكى

المكان : ورد وخضرة واشجار وجدار تحت سور جنينة الكلية
الزمان : منتصف نهار بائس
الشخصيات : هو وهى _ او هى وهو


هي : صامتة ، تجلس امامه تلقى ظهرها على جدار السور الابيض
هو : يجلس امامها فى شئ من الحيرة والحزن
( مالك ؟ فيه ايه ؟ ..... حاسس بحاجة جواكى مخبياهه عليا ومبقتيش زى الاول
دايما بنزعلى من اتفه الاسباب ودايما حزينة .... فيه ايه انا مش عارفه )
هي : على حالها صامتة فى سكون
هو : اتكلمى فيه ايه اللى جواكى
هي : تضع وجهها بين كفيها .. ف صمت وحركة خفيفة
هو : يصمت لحظات ناظرا ومحدقا فيها ويحدق أكثر بين دموعه المصلوبة بين اجفانة الحزينة
هي : ترفع رأسها ، ترمى بينها المتثاقلة بالدموع فى عينه ثم تتحرك شفتيها استعدادا للكلام لكنها
تتراجع لصمتها وتسحب عينها وتعيد بوجهها لكفيها ثانية
هو : فى صوت خافت محنوق جدا ( لسه مش عاوزا تتكلمى وتقولى مالك ؟ )
هي : تتنهد تنهيدة طويلة جدا يتضح فيها الم صارخ ، ثم دمعة تائهة على خدها الايمن .... بنفس الصمت
هو : تبدأ ثورته فى دقات قلبه المتلاحقة واحمرار وجهه ونظرة الحيرة
( كدا اكيد فيه حاجة كيرة الدموع دى سببها ايه ، انا كدا قلقت اوى بجد حرام عليكى انطقى بقى !!! )
هي : على حالها الساكن الموجوع ساااكنة
هو : يستعد للقيام والرحيل ( انا هسيبك يبدو انكمش عاوزا تتكلمى معايا انا الذات وفيها حاجة متعمدة تخبيها عنى
لما تحبى تتكلمى انت عارفة طريقى )
ويدير وجه فى اتجاه الطريق
هي : تمسك بيديه وتطبق عليها بشدة ... واخيرا تنطق فى صت هزيل
( استنى متمشيش انا محتجالك اوى وهاقولك )
هو : قولى يا حبيبتى ( فى حزنه الحائر)
هي : حاة خايفة تعرفها تبعد عنى ومش قادرة اقولهالك ...... بجد مش قادرة
هو : يبقى فى استغرابه المتسائل ( مش يمكن تكون بسيطة بس انتى مكبراها قولى وانا اكتر يحس بيكى
هي :طيب ممكن اسألك سؤال الاول
هو : ينظر لها نظرة بالموافقة لكن فى غرابة تخشى الاتى المجهول
هي : تعدل من جلستها وتهم وتنظر له وتقول ( صحيح بتحبنى )
هو : فى فرحة كسرت اسارية المعقدة ( يااااااااااااه و دا اللى تاعبك بجد انت مخك صغير وهو دا سؤال طبعا)
هي : تبدو الدموع المحبوسه ثم تصمت ثانية ........ وكأن الكلمات تهرب داخل صوتها تاركة فراغا هو الصمت
هو : يا سلام عى تفكيراتك
هي : تقاطعه .... استنى بس
( لو قلتلك يعنى ان ان ان كنت بعرف يعنى واحد قبلك ويعنى كنت بحبه وبيحبنى من 3 سنين يعنى
وبعدين سافر وكنت نسيته وعرفتك وحبيتك و و و من اسبوعين عرفت انه راجع تانى فحسيت ان
ان يعنى بحبه تانى وحسيت انى عاوزاه من تانى و ..... و ...... و .........
هو : يقاطعها .... ودمعهه ثائر غاضب ، يقف وهو ينهج ثم يبلغ ريقه ثم ينهج اكثر والدمع يفور كالبركان والامواج الغاضبة داخل عينيه يحدق فيها بقسوة وحنين ..... يعرق ينهج ثم يغلبه الدمع تسيل الدمعة الاليمة
فيجلس ساكنا مكسور الوجدان حزين
هي : انا اسفة ......... بس
هو : يشير لها بالسكات وينظر لسماء دقائق ثم ينظر لها فيما بعد
هي : صااامتة ... متأهبة حكم القاضى فى انتظار مخيف
هو : ينظر لها طويلا ويقول
( الحب دستور السما مش ذنب نعاقب عليه ولا هو شئ بنركبه ونخلعه زى ما عاوزين
لو كنتى حبتيه تبقى ملكه هو وتبقى من السما
ولانى حبيتك .. ابقى ملكك لانى هافضل احبك مش هاقدر انسااكى
ثم يدير وجهه عنها قائلا
وياريتك ، ياريتك ما نطقتى ...... ياريتك

هنا ..... ثار الجمهور ضد البطل وقاموا باحراق المسرح والستار واسقطوا المسرحية من كتاب البشر
والحجة انه ليس هناك صفحات للملائكة فارغة فى زحمة الاحزان والضجر
وتنتهى زجاجة الايام من خشبة المسرح ويمر هاتف قائلاً

الحـــب
من صنع الرب
وكفر المحبين وخطاياهم
_ ايضا _ حب
فانه
دستور السماء
وطبع الملائكة
حب وعطاء
وعطااااء
وعطاااء
-
-
-
-

كريم بهي
نوفمبر 2007

12 comments:

Dr. Diaa Elnaggar said...

عزيزي كريم،

نقلة نوعية مرفوعة لأس مليون في رياضيات الإبداع. برولوج (مقدمة)ولا اجمل ولا اروع في الصياغة و(الصياعة) الإبداعية وخاتمة شعرية تناقض رد فعل الجمهور الذي تعود على الأخذ ولم يتدرب بعد على العطاء، وربما يكون هذا النص هو معلمه الأول في ذلك.

حقا الحب من صنع الرب، والموهبة من صنع الرب ومن عطاياه التي يمنحها للقلائل ولك أن تسعد يا كريم انك منهم.

عميق تحياتي

ضياء

shreen said...

كريم
من راى انها لازم تقابل الشخص ده
وتتكلم معاها
وتفتح كل المواضيع اللى انتهت لما سابها وسافر
وبعدين بعد ما النفوس تهدى
هى لازم تقف وقفه صادقه مع نفسها
هى دلوقت بتحب مين
هى بتختار مين الماضى ولا المستقبل
وطالما انت هتفضل تحبها
يبقى هتتقبل قرارها ايا كان

كريم بهي said...

د ضياء النجار
ميرسى جدا جدا على كلماتك الرقيقة والجميلة بجد متخيلتش ان انا عامل تدوينة رائعة كدا
اود انها لا تكون مجاملة
لكن سؤالى لحضرتك
كانت فكرة التدوينة دى
اظهار تكامل ادب القص او الحكى يعنى مع فن المسرح الروحى اللى بحبه مع الشعر طبعا اللى بيمتلكنى كليا وجزئيا
ياترى انا نجحت فى دا
ياريت تجاوبنى

وميرسى مرة تانية على كلماتك
تحياتى اللى بتفوح بالحب
الحب الحب

كريم بهي

كريم بهي said...

شيرين
اخيرا رجعتى تانى
بجد وحشتنى تعبيراتك الجميلة وعلى فكرة انا كنت متابعك من بعيد لحد ما ترجعى
اما عن صاحبة البوست
قرارها لم يعد ذات اهمية
فسوف اعيش لحبها حتى يموووت
من كثرة المرض
داعيا من الله ان يرحمه وياخده

دايما يارب تزروينى كدا
وتنورينى
ميرسى ليكى اوى

dr.Roufy said...

دائما ما أراه هكذا..من صنع الرب..فالله هو المحبة ..هو السلام..هو السماح والمغفرة
وأؤمن أيضا بمقولة الصوفية
من لم يعرف نفسه..لم يعرف ربه
وعليه..من لم يعرفها..لن يعرف الحب
ما أروع ابداعك..كريم
فعلا مبدع

_ زين_ said...

الفنان كريم
طبعا يابني الأدب موهبة.. وده حاسه فيك جدا..وكويس انك اتجهت أيضا للسرد والحوار المسرحي لتزداد حنكة وخبرة.. وفي ظني أنك بدأت تمسك بخيوط مستقبل الموهبة..حافظ عليها..ضع كل التفاصيل الصغيرة تحت المنظار..كون رؤية عن العالم..اختر من ذاتيتك مايدعم صوتك أمام الجميع..ولتكم ذاتيتك مطيتك لصيغة أكبر مع العلاقة مع العالم..والحب كده في الآخر يعني
سعدت بلقائك جدا ورجعتني عشرين سنة ورا..
صباح الفل على السويس كلها

shreen said...

فسوف اعيش لحبها
اعلم انك ستفعل ذلك
لأنك جئت من نفس العالم الخيالى الذى احيا فيه

لكنى اختلف معك فى الشطر الثانى من العباره

حتى يموووت
من كثرة المرض
داعيا من الله ان يرحمه وياخده


لن يموت
مادام كان صادقا لن يموت
مهما اسقمته الامراض سيظل حيا
حتى ان كان عليلا بقلبك

Dr. Diaa Elnaggar said...

عزيزي كريم

لأ طبعا، ليست مجاملة، أنا فعلا استمتعت بنصك المتلاقح أجناسا أدبية، نثر شعري، مسرح فلسفي، شعر، فصحى، عامية، إنه خليط سحرى من الإبداع يا كريم، وحاول تكتر منها، بما انك بتقطر موهبة بهذا الشكل.

استمر على الدرب مهما كان هذا الإبداع المركب مرهقا للنفس والأعصاب، ولكنها ضريبة التميز يا كريم.

عميق تحياتي

ضياء

كريم بهي said...

د روفي

ميرسى لكلامك
وفعلا من لم يعرف نفسه..لم يعرف ربه
اهلا بيكى دايما

كريم بهي said...

د زيــن
انا فعلا بحاول وضع العالم تحت النظار لؤرية ادق ادق التفاصيل الممكنة
وعلى فكرة انا فنان بكلامك الحميل ليا

ملحوظة هو حضرتك من السويس

كريم بهي said...

صديقتى لدائمة الحنون شيرين
خينا نستنى نشوف الاتى هيعمل ايه
وانا سعيد ان نا وانتى من عالم واحد

كريم بهي said...

د ضياء النجار
الاسم فوق بالعربى وتحت بالانجليزى
عقبال يارب ماتكتبه بالالمانى
وسأستمر مهما كانت الضريبة او الثمن
ميرسى لوجودك