Thursday, January 31, 2008

الهجرة إلي المـــوت

فى الحقيقة كتبت هذة البطاقات فى وفاة احد الاحباب وكانت اكثر من ذلك بكثير على فترات متباعدة ولكنى انتقيت منها ثلاثاً فقط لعلهم يكونوا قادرين ان يباغا رسالتى الحزينة الى الموت
فهى تتكلم عن موت احد الناس الذى ترك ابنته وحبيبته وهاجر لعالم ما وراء الدمع ما وراء الحزن
هاجر الي الموت
انما يبقى اسمه محفورا على كراريس ايامنا
ثلاث بطاقات للموت

( 1 )

شـارع طـويـل ، مغموس في سواد الليل ، تفـــوح منه رائحة السكون الثوري أو الهدوء المفزع
يمشي فيه خلف الخطوات عائداً إلي منزله .... إلي حبيبته .... إلي ابنته تحفر الظنون في جدران باله ويتطاير الشك مع دخان سيجارته .. يحدثه الموت الساكن أعشاش أفكاره ( بنتي هاتكون يتيمة
يسمع تكتكة الساعة ويخطو معها العمرُ خطواته الشاسعة
فالشارعُ يمتد .. يمتد .. يلتوي .. ينكسر .. يمتد في النهاية سرير في حضن الشوك ، لا أقصــد العذاب ،ما أقصـــد سوى المــــوت


( 2 )

اتصــال تليفوني
حبيبتي ....
ثم أغلق خط الحياة ، قد نفذ رصيد الأيام
يـُكتب علي الجبين ليس قدراً بل شريط لاصق عليه اسمه في ثلاجة باردة ابردُ من الصمت
أخيــراً ينزعوا هذا الشريط ليرتدي زيّـه الجديد ( الكفن
يرقد ساكناً بين العظام والرفات دامعاً ربما مات هو
إنما شفتاه لازالت تتحرك ، تتحرك ، تتحرك
( أنا لسه عايش بقلب بنتي ... اليتيمة )

( 3 )

لا أعلم .. إن كان قد ولده الموت فصار منه واليه
أم لم تتحمله الدنيا لمجرد سنوات قلائل
لكن ما أثق أنه لم يمت ..لأنه عوّدنا أن يكون قريباً جداً أقرب من البعد ، وبعيداُ جدا أبعد من القرب
اثنان وثلاثونا يعيش في عالم ما وراء الحزن
تبكيه الدموع وتشكيه الهموم .. فيظل دائما هارباً للمواجهة
هارباًً
هارباً
هارباً
كريم بهي

Sunday, January 27, 2008

يا غزة - لماذا الحزن؟

يا غـــزة ... لماذا الحــزن ؟
وما الجديدُ في الذلِّ ، وأصبح من شيمنا الذلُ والهوان
صرنا نكدسُ الذلَّ في أثداء الأمهات يرضعن الأطفال الأحياء الأموات
صرنا نبتاع الذلَّ في الدكاكين مع الأطعمة المعلبة ، كنا يا غزة نستورده الآن بعد سنين وسنين أصبحنا ننتجه ، فنحن يا غزة من أكبر منتجي الذل في العــالم

يا غــــزة ... لماذا الحـــزن ؟
وما الجديدُ في قطع الكهرباء ، وما الفرق بين الكهرباء وقطع الكهرباء ؟
والظلام موجود أصــلاً منذ 1948 في الأسلاك والمصابيح والتلفاز والأجهزة الكهربية ، حتى في ضي القمر يسكن ظلام
قطعوا الكهرباء ، وقد قطعوا من ذي قبل الماء والهواء والرياح والحياة


يا غـــزة ... لماذا الحـــزن ؟
وما الجديدُ من ذي قبل قتلوا الأطفال ، ذبحوا الأطفال ، اغتصبوا الأطفال ، اغتالوا الأطفال ، صلبوا الأطفال ، دمروا الأطفال ، حطموا الأطفال ، حرقوا الأطفال ، أكلوا الأطفال .... أطفالكِ يا غزة



يا غـــزة ... لماذا الحــزن ؟
وما الجديدُ .. من ذي قبل فضوا بكارة عروبتنا ويداها تعصرُ علي الحديد والقضبان ، فضوا بكارة عروبتنا علي أعتاب المساجد والكنائس علي جثث الشيوخ والرهبان ، فضوا البكارة ودموعنا ذليلة وأعناقنا مكسورة تحت أحذية اليهـود والأمريكان ... يا غزة لماذا الحزن ؟



يا غـــزة ... لماذا الحــزن ؟
فغداً هو الآن هو الماضي معادلة لا تتغير مع تغير الزمان والمكان في شرع العرب وتاريخ العرب الثكلى
معادلة مرصعة علي الجلباب الغضبان المستنكر دائما والدائن عادة
الجلباب الملطخ ببقع البترول السوداء والحمراء
والصفراء


يا غــزة ... قلبي معك
لا تحزني
يا غــزة ... عمرك معك
لا تحزني
يا غــزة ... دموعي أبداً لن تجفْ
لن تصمت
سأكتب بها عنكِ
من الياء إلي الألفْ
يا غــزة ... لا تحزني
أو ابحثي أنتِ عن بلدٍ غير غزة تسكني فيها
ابحثي أنتِ عن عربٍ غير العرب تحتمي فيها
ابحثي أنتِ عنــ؟؟؟

ولا تحزني ... فلماذا الحزن ؟؟؟

كريم بهي

Tuesday, January 22, 2008

خطوط متفرقة في دفاتر الحب المحترقة

بعد فترة غياب بسبب الامتحانات ها قد عدت واحببت ان أجمع بعد كتاباتى المتفرقة فى الفترة الماضية
فهذه اشعار متفرقة الزمان والمكان ولكن الاحساس واحد كما سيتضح احساس مجروح
ولهذا سميت البوست باسم خطوط متفرقة في دفاتر الحب المحترقة





جئتٌ أبشر بالدين الجديدْ
ديــــنُ الحب
دين تعتنقه كلُ الطيـــــــورْ
وتصلي من أجله
أمواج البحــــــــورْ
ديــــنٌ
لا يعيش في زمننا
هـــــذا ،
بل مقفول عليه
الحلمْ
باسم الحـــبِّ
سأنام كثيراً
لأصلــــي
ويصلي في قلبي
الحلمْ

سندخلُ سوياً
معبـــدَّ الرومانسية
ونتعبد بكل شوق
وبكل براءة
سنبوح بدقات قلوبنا
بكل صدقٍ
وبكل جراءة
سنخبر الدنيا
ان لنا قلوب ،
قلــــــوبٌ
تدق تدق تدق
تدق تدق
تدق



أنـــــــا ...... في بعدكِ
طيــــــــــــــــــرٌ
ليس ككـلِّ الطيــــــــورْ
يحمل الحزن والهــمّ
كما لو يحمل السماءَّ
علي جنحٍ مكســــــــــــورْ
ويـــــــدور
يدوووووووووووورْ
لايعلم لطريقه
ضياعاً أو وطــــــــــــــــــنْ
يــــــــــدورْ



ارجــــــــــــوكِ
أرجوكِ امسحيني
اطرديني
امسحي اسمى
رقمي
وصورتي من ذاكرة هاتفكِ
امسحي حبي
قلبي
نبضاتى واشعارى
من أجندة مخاوفك
امسحينى بالممحاة
واكتبينى
بأقلام رصاص
باهتة
فى سطر الحياة
كـــــــان
كان يحبني

كريم بهي

Friday, January 11, 2008

بكرة ؟؟؟ تحت الانقاض

كم كنت سعيداً لما وجدته من تعليقات على البوست السابق ادب الاطفال المكتوب للكبار ورغم انى كنت اتمنى اكثر فعالية لهذا الموضوع الا ان كل من علقّ عليه فقد اضاف ليّ روحاً جديدة للكتابة فى هذا المجال الذى اخذ منى ساعات وساعات فى التفكير والملاحظة وقراءة الطفل من كل صفحاته
واشكر شكراً جزيلا لكل من شيرين صاحبة مدونة لحظات شيرين صديقتى الدائمة والدكتور ضياء النجار والدكتور زين وكامليا وصالح سعيد واسامة وسهر الليالى الجميلة وكل من شارك فى هذا البوست

وها هى ثانى خطواتى فى هذا المشوار حول ادب الاطفال فقد هزَّ مشاعرى جداً ما رأيته وما سمعته عن عمارة الاسكندرية المنكوبة التى وقعت فوق ارواح اهلها وسكانها وبالتأكيد ان هناك أطفالا ماتوا او بمعنى دقيق قُـتلوا وراحوا شهداء ضحية الجشع والطمع والقلوب الميتة التى احتالت احجارا وصخـــــور وفولاذ وصناديق قمامة وبقع سوداء وقذارة بابشع صور ممكن تتخيلها عزيزى القارئ هى نفس الصورة التى تظهر بها قلوب هؤلاء الطماعين
ان هذا البوست عن طفل كما ستقرأ لكنه هو من خيالى وتركيبة احساسى المشجونة بالحزن والاسى لكل من راح تحت عمارة الاسكندرية ......... رحمهم الله جميعاً



2

هما الميتيين عندهم ( بكـــرة

بعد انهيار تلك العمارة وهدوء الحطام والتراب ... سكن الموتى على حالهم موتى بين شرائح الدمار والخراب وجبة شهية لكل من سولت لهم
انفسهم فى تخريب جدار العمارة الاسفل لهدم العمارة والاستحواذ عليها من المستأجرين سكانها
هدأ كل شئ الا الصراخ الدموع والبكاء ....... وصوت الاسعاف الصارخ مع كل نبضات الشارع الموجوع لفقدان احد بناته تلك العمارة
دعك عزيزى القارئ من كل هذا .... وتعالى معى ندخل سوياً من بين تلك الحجارة المدمرة والخراب ندخل وندخل ونرى ... ها هى ام تمتلك تاج الامومة المهزوم كانت تحاول انقاذ طفلها ابن الخامسة النائم على سريره الوردى ولكن لم يعطها القدر اكثر من انها تكون مع ابنها تحت الخراب لكن ليسوا موتى بل احياااااء او ببعض من الحياة
فقد وقع الدولاب فوق السرير فصنع فجوة صغيرة تكورت فيها الام حول ابنها وانغلقت على نفسها وابنها حتى هدأ الانهيار وسكن
وظلا محتجزان بين الدولاب والسرير والخراب والموت ... هى تحاول ان تهدأ من روع ابنها المفزووووع ولا تجد هى من يهدأ روعها وبعد حوالى ساعتين من السكون

قال الطفل لامـــه : هو احنا كدا مـُـــتنا ولا لسه عايشيين
الام : تبكي بشدة وحرقة والم وتحضن ابنها من شدة الحزن والخوووف
الطفل : ماما ...... مش اللى بيموت بطلع فووق فى السما
الام : من بين الدمووووع ..... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
الطفل : يبقى احنا كدا عايشيين ... صح ؟الام : متخافش يا حبيبى ان شاء الله هنعبش ... هنعيش
الطفل : ماما هو ايه اللى وقع العمارة ؟


الام : بعد تنهيدة وجع ودمع ..... الطمع والجشع والقلوب الميته اللى زى الحجر والضماير الغايبة و.....و॥
الطفل : ياااااااااااااه كل دوووول طيب ليه البوليس مبيحبسهمش ويحطهم فى السجن عشان ميهدموش العمارة تانى ..... بس اشوفهم وانا ابلغ عنهم البوليس على طوووول
بس هما شكلهم ايه يا ماما
الام : في ابتسامة يأس بين الدموع ................بكرة ،، بكرة تشوفهم وتعرفهم كويس اوى
الطفل : ( بكـرة ؟؟؟؟؟؟ ) وهنشوفه ازاى دا واحنا هنا فى الضلمة دى
وبعدين همااا الميتيين عندهم بكرة برده


ويظل الطفل فى شكه الغريب والرهيب هل هما موتى ام احياء ؟! هل للموتى من باكر وغد؟!!!
ولا اعلم من أين تسلل لعقله البسيط كل هذا التشاؤم والحزن .... لا اعلم من أين تسلل لصفحته البيضاااء كل خربشات السواد والبقع الحمراء الكبيئة التى اشتعلت نيرانا تحرق فى جدران ذهنه الذى كان صافياً
ربما يكون شكه شكنا نحن الان وشك كل الاطفال والبراءات القادمة فيظل الشك قائم
هل هم احياء ام موتى ؟؟ .....( والمييتين عندهم بكرة
!!!!

كريم بهي

يناير 2008