Thursday, August 9, 2007

حكايتي مع الشعر ونزار

ابي كان زجّـالاً وكاتباً للأغاني ، ولولا الهندسة لربما أصبح شاعرأ معروفا أو مؤلفاً لايقل عن العظماء هذا ليس لأنه أبي ، بل لقدرته الابداعية التي كانت تجسد احساسه بالكامل في ابيات شعرية وزجلية بكل بساطة وبراعة وجذب للقارئ لأن يكمل قصيدته مهما كانت طويلة حتى ولو كانت اطول من عمره ।
وأول ما عرفت الشعر كان عند الفنان المغمور - ابي- وفي مكتبته الصغيرة وبين اوراقه القديمة لاكثر من عشرين عاما .....

يموت الدره فى حضن أبيه على شاشات التليفزيون ، يموت في عيون الناس ، يموت علي صدر الطفولة التي تأخذه من يده الصغيرة المبتلة بالدم لأحضان القبر الوردى محفور عليه بخط الثلث " محمد جمال الدرة " الشهيد ।
ربما حزن كل الناس ، وربما نساه كل الناس ، اما انا فيختلف الامر كثيرا لانه مات في قلبى ودفن بصدري وعروقى واعصابى وانفاسى
مات ليحي روح جديدة تسبح مع روحي او في روحي هي " روح الشعر" التى خرجت فى ثورة وانتفاضة يأس ممن حولى الساكتين بعد اقل من خمسة ايام بعد ذبحه وعجزت المسيرات وانتحرت المظاهرات ليكون سمه مجرد لافتة على مدرسة او شارع وربما منتج اعلاني
وقتها كتبت اول قصائدى في خفية بعيداً عن كل الناس حتى ابى وامي ، في جلد الكراريس اول ما ينطق به شعري واول دمعة من قصائدى
" بكاء الاقصي والمهد "

الاقصى بكى بدموع الالم والمهد بكت بدموع الندم
والكعبة كتبت ع السما بدم فلسطين
عذاب ومرار والم
فينكم يا زهور العرب قاصدين طريق الهرب
تاركين فلسطين وراكم
وقعت ف شبكة ال
وغرقت فلسطين في بحر كله دو وندم

الاقصى بينادى واحنا واقفين ساكتين
بينده ويقول يا ولادى واحنا واقفين ساكتين
تعب من الندا واحنا لسه واقفين
وحتى اى حين هنكون واقفين وساكتين

الدرة مات ودمه اتنسي
وغيره مات وبرده اتنسى
خايف تموت فلسطين وتتنسى

هذه اول قصائدى ولا تسألنى عن الوزن والقافية ولا تسألنى عن فصحى أ عامية ؟ ولا كيف انتقلت لشاعر فصحى بطعم ورائحة ومذاق الفصحى وكانى غفوت في الفترة من عمري

اين قابلت نزار قبانى ؟

قابلته فى مكتبة ابى ، عند حارة ديوان " حبيبتي " واول كلمة قرأتها حبيبتي
ان يسألوكِ عني
يومــا
فلا تفكري كثيرا
قولى لهم
بكل كبرياء
يحبني
يحبنى كثيرا

وانا يا نزار عشقتك وان سألونى أقول عشقت وان لامونى لأنى اشبهك اقول عشقتك أن قالوا ان سرقتك ايَا أقول عشقتك
باختصار ربما يكون نزار أثر فى كثيرين من الشعراء والادباء لكن عندى هو الذى صنعنى هو العصا السحرية ليتحول الجلمود الصخري الى سما وبحر وجنينة واغنيه وطير دائما يطير ، عند الشعراء نزار واقع كان وعندى اسطورة ستكون ، عندهم نزار مات وعندى لم يمت ولن يموت
ولا أدرى الي أين قلمى ؟ وحبي وشعري وثورتى ؟
الي أين تمتد السطـــــــــــــور ؟


كريم بهي؛
//2007

No comments: