القافلة قد ضاعت
حلمُـنا..
الذي كان عربيا
في قلبي وقلبك
وفى كلِ قلبٍ..
كان يكبرُ جميلاً صبيا
كالطفلِ في البراءة
يحملُ أمالاً..ويضحكُ
يحملُ أحلاماً..ويضحكُ
يحملُ غصناً زيتونيا
كان على رأسِ قافلةٍ
لم تمرْ بنا..
يحملُ العروبة َ في هودجها
ويسلكُ بها
طريقاً شرقيا
يحملُ لؤلؤة َ الشامِ
وقصورِ بغدادٍ
قائداً وجنداً مصريا
يحملُ إنجيلاً وصليبا
يحملُ آذاناً..
وقرآناً عربيا
**
القافلة ُ قد ضاعت
والحلم وحيد بائسْ
في حجرةِ دم ٍ حمراء
مشنوقٌ..
مشنوقٌ..
مُلطخة ٌ دماؤه..
علي مآذن الجوامع
وأجراسِ ِ الكنائسْ
كالطفل الميت
شنقه حضنُ أبيه
يرضع دماءً
ودمعاً يائسْ
**
القافلة ُ قد ضاعت
مَنْ يغسلُ
دماءَ طفولتي؟
دماءَ عروبتي؟
مَنْ يغسلٌ
دماءَ امى؟!
وبراءة .. كانت براءتي
مَنْ يغسلُ الدماء؟!
وشجاعتنا
امرأة ٌ عانسْ
لا يدقُ الرجالُ بابها
كلُ يومٍ علي حالها
تتزينُ..تتجملُ
في انتظار خيول الفوارسْ
وقد مات الفوارسْ
كلُ الفوارسْ
لم يبقَ
سوى أرضٌ مسجونة
تندبُ وتقول:
امتى .. عروبتى
امتى .. عروبتى
يسافرُ الصوت بعيداً
ويعـــــودُ ..
مسحوباً في ذيلِ ِالوساوسْ
**
القافلة ُ قد ضاعت
والحلم ذبيح
مكسورُ الجناحْ
واستيقظتُ
واستيقظ َالعربُ جميعاً
علي ليل ٍمفروش الجراحْ
وأيادٍ مغروسة ٌ فينا
استوطنت بين أضلعي
ترجرجُ دموعي
وينشقُ كلُ وريدٍ
تلهثُ منه الكلابُ في نباحْ
لا ..
سأهربُ إلى منامي
وأفتشُ بين أحلامي
وأفتشُ بين الآمـــي
عن حلم ٍ..
يُـوقظني علي فجر ٍأو صباحْ
على فجر ٍأو صباحْ
*
كريم بهي
يناير 2007م
يناير 2007م
No comments:
Post a Comment