Friday, March 28, 2008

اكرهيني


1

تكرهيني

كيف كنتِ تحبيني ؟

كيف كنتِ ؟

فأصبحتِ

بلا حــبِ

بلا عشــقِ

تكرهيني

كيف ؟

كيف كنتِ ؟


2

إن شئتِ

لو استطعتِ

اكرهيني

اكرهي معبدَ الحب

ورائحة الامكنةْ

اكرهي لحظات الحب

وطيات الازمنةْ

اكرهيني

أنا العاشقُ

في الماضي

فتاتِ بقايا مسكنةْ

أنا العاشقُ .. فتاةً

تـُجيدُ دورَ الكاهنةْ

فتاة أحرقت

كتاب حبي

وصلّـت ضدَّ المئذنة

اكرهيني


3

لو استطعتِ

اكرهيني

في كل الكتب

وكل المفردات

وكل الالسنـةْ

اكرهيني

في السرِّ

بالشفرة

أو بالاخبار المعلنةْ

اخلعي عنكِ

زي الطيبة هذا

و زي المسكنةْ

أرجوكِ

كفاكِ

خداعأ

كفاكِ مسكنةْ


4

اكرهيني

في اوقاتِ المذاكرة

في افكاركِ الكافرة

في الدروس المستفحلةْ

اكرهيني

بالقلم .. بالفرجارِ

بالمثلث .. بالمنقلةْ

اكرهيني

في التفكير العميق

في لغز المسألةْ

واكرهيني أكثر

في تقديم

كل حلولِ المسألة


5

اكرهيني

في الكلماتِ

علي السطورْ

فوق السطورْ

تحت السطورْ

علي الاوراقْ

إن شئتِ

لو استعتِ

افعليها

اكرهيني

وستخلو حقائبكِ

من كل شئ

وكل الاوراااقْ


6

اكرهيني .. بشدة

مع كل رجل جديدْ

فى كل وقت سعيدْ

اكرهيني

قريبا كنتُ

أو كنت بعيدْ

فكرهكِ فتاتي

أفشلُ طبيب توليدْ

يقتل فى نفسي

عـــادةً

جنينَ التنهيدْ


7

تكرهيني ؟

حقاً .. تكرهيني ؟

فعلاً .. تكرهيني ؟

الآن .. كرهكِ

لا يجدي

ما عاد يفيدْ

صارت ذكرياتكِ

وكليماتكِ

ونغيماتكِ

كالعواميدْ

في شارعِ مظلمِ

جداً بعيـــدْ

جداً بعيـــدْ


8

فاكرهيني

إن شئتِ

لو استطعتِ

فكرهكِ يشعرني

وكأني

شعرٌ فيه تجديدْ

**

كريم بهي
مارس 2008

أنســاااكِ


أنســاكِ

كطفل أنا

يلعبُ

فى حواري الذكري

و حدائق السفرْ

كطفل يعبث

في أتربة الزمــانْ

مثلي ... يفتش

عن شئ يشبه

أوطــــان

لا ... بل يشبه

نسيــــانْ
كطفل يبكي

من غير دموع

يتصور دمعاته

رسماُ بالالوانْ

يرسم شخابيط

حائرة

كمتاهة احزانْ

كطفل

من شدة حزنى

خرقت الالوانْ

حاولت الهرووووبَّ

من تلك الخروق

الي النسيــانْ

النسيــاااانْ

فاكتشفت احزانكِ

تسكنُ

خلف الالواااانْ

فأحــاولُ مراتٍ

أخــــري

أن أنساكِ

بدون ألــوانْ


كريم بهي؛

Monday, March 17, 2008

مطرح ما تروح الزفة


كالعادة أتردد عليك ما بين الحين والحين ، وأنت تجلس على ذلك الكرسي الخشبي أمام المعرض الذي تعمل فيه كمدير وذات يوم كنت أعمل معك فيه كشاب مساعد لك في أجازتي الصيفية وطوال مدة عملي كنت تخبرني عن ماضيك حينما كنت مليونير وقبل أن تتحول لمليونير مفلس الآن تعمل لدي واحد ممن كانوا يعملون لديك

في تلك المرة نفس الجلسة الذي تنظر منها للناس وكأنك تقف في بلكون أو شرفة مع أن ما بينك وبين الرصيف مجرد ارتفاع الكرسي ومع أن المارة أعلى منك إلا انك لا تستطيع أن تنسى أنك مليونير ودائما تنسى أنك أفلست

دخلت عليك بابتسامتي المشهورة وأخذتني في أحضانك اللامتناهية وأنت تقول " ياااااااااااا ابن الايه "
وجلسنا سويا ننظر للناس تارة ونتحدث تارة أخري ، إنما الحديث تلك المرة كان له مذاق خاص ورائحة غريبة رائحة الحكمة والخبرة وكأنك حكيم مر عليه قرون ليس مجرد خمسون سنة وبعض الشعر الأبيض وتجاعيد شبه مخفية

سألتني كالعادة عن أخباري ودراستي ولكن ليس المعتاد ما قولته لي هذه المرة وكأنك تريد إخباري بشئ عن طريق شئ آخر
عندما قولت لك أنني الآن في التربية العسكرية وقلت الاتى :
" أنا مش عارف ليه بناخدها مجرد روتين خانق والعجيب ان العساكر المجندين هما اللى بيدونا يعنى واحد معاه دبلوم بيعلم واحد معاه بكالوريوس أو ليسانس وكمان بيتحكموا فينا حتى البحث اللى طلبوه عاوزنا نشتريه من عندهم واللى معاه واسطة هينجح وساعات نروح ويقعدونا وبعدين يروحونا انا بجد حاسس بالارف من الحكاية دي معقول كدا تبقى التربية العسكرية وهما دووول جنود مصر دول كرهونا فى العسكرية والجيش ولولا اللبس العسكري ماكوناش نصدق أنهم عساكر "
أقول ذلك وأنت تنظر لي بعمق وتهز رأسك معبرا عن المأساة وتبسم للسخرية لكن الغريب أنك لم تنطق بمجرد حرف والأغرب وكأنك كنت تعلم ذلك أو تحديدا تعلم اننى سوف أتى وأقول ذلك ، لكنى كملت الكلام وقلت :
" وكمان بيقولوا هيقدموا الامتحانات شهر كامل هتبقى فى آخر ابريل ودا معقول مش هنلحق نذاكر ولا هنلحق نعمل حاجة خالص وكمان هتأثر على المستوي التعليمى وبعدين الهدف ايه وايه الميزة فى كدا "
لازلت تنظر لي وأنت تعرف جيدا طبيعتى الثورية على كل ما لا يرضى منطقي ولا يتبع هوايا هكذا تعلم عنى وربما انك من القليلين الذين يحمدون ذلك في
وقتها سألتك لماذا لا تتكلم ؟ وسبب نظرتك الغريبة هذي
ابتسمت للسخرية مرة أخري وقولت لي بشئ من الحكمة وصوت احدب
" شوف يا بنى طول ما انت عايش فى البلد دي مطرح ما تروح الزفة تروح معاها راحت يمين تروح يمين راحت شمال تروح شمال ولو خالفت الطريق يا تبقى مجنون يا تبقى ارهابى يا تبقى حاجة تانية ورا الشمس خليك مع الزفة أنا خايف عليك وأنت خسارة تضيع في الزحمة "
قولت لي ذلك وكأنك تعلم انه آخر شئ تقوله لي ....
بعدها ذهبت وسألت عنك لكن تلك المرة ولم تأخذني في حضنك لم أجدك ...... أخبروني أنك رحلت من تلك الدنيا وتركتها لمن لا يعلمونها ولا يعلمون لماذا هي دنيا ؟ هكذا كنت تقول
وقفت باكيا جدا طويلا حزينا لدرجة الفاجعة والصدمة
لكنى في النهاية ذهبت مع الزفة مع الزحمة

Monday, March 10, 2008

أمـــــل


عندما تنظري لي وتخبرنى عيناكٍ أنكِ تعلمين ما يجول بخاطري

انكِ تشعرين لمسات الحب ونبض القلب المتدفق كنهري احزان من شمال صدري الي شمال صدركِ

برغم كل العقبات ... احببتك

برغم كل الصعوبات

برغم اختلاف الدين

وانكِ مملكة لرجل اخر غيري أنا
أعرفه جيداً
حين تكلمينى عنه وعن حبكما

أتحول لملاك يصون حبكِ له

وحبه لكِ

آملا فى ان اكون قدمت رسالتى على اكمل وجه

وانتظر باكرا ... ماذا يحمل لي ؟

وكلى أمـــل

وكلي أمـــل


كريم بهي

Saturday, March 1, 2008

أدب الاطفال المكتوب للكبار ( 3

رسالة طفل فلسطيني إلي أبيه الميت

بسم الله الرحمن الرحيم
أبي المرحوم
بعد الدعاء بالرحمة
أمس يا أبي كنت عائدا من المدرسة أحمل تلك الحقيبة الثقيلة على ظهري كما أحملُ أتربة الشوارع التي مشيت بها اثناء المظاهرات كنت متعبا جدا يا أبي بعد طول النهار فى هتافات وصراخ
وبينما انا فى عودتى دخلت من الشارع الذي اعتدت ان تحذرنى منه فأنا تعلمت منك شيئين اثنين اولهما الا اخاف ابدا الا من الله وثانيهما الا ادخل من هذا الشارع الذي يتواجد فيه ( اولاد الكلب ) لكنى دخلت وخالفت الوصية
بالفعل كانوا هناك كعادتهم يقفون وظللت امشى حتى استوقفنى احدهم يا أبى بركلة قوية من رجله اليمنى فى بطني فوقعت على الارض
وداس عليّ بحذاءه الاسود الكبير الملطخ بالوان الاحمر والاصفر والازرق ببقع الدم التى تعرفها جيدا يا ابي وتمعن النظر في وفي حقيبتى وفى وجهي وملابسي وفى عيني ثم شدني بذراعيه فاوقفنى وكاااااد ان يتركني .......ارحل الا انى بصقت فى وجهه ........ اجل يا ابى بصقت فى وجهه كما علمتنى الا اخاف
فلطمنى كثيرا على وجهنى وظل يضربنى ويركلنى كالكرة امامه حتى ادمى وجهي وشفتى وجسدي وشقت رأسي وصرتُ كما شئ مغموس فى بركة دماء
ثم خلعنى ملابسى كلها يا أبي وتحولت كمولود يصرخ ويبكي كمولود لا ينقصه سوى الحبل السري وقفت مخذولا امامه جدا والدماء كقطرات حزن تسيل ودموعي كانصهار طفولتى على خدي


لكن اذكرك يا أبى اننى لم اكن خائفا بالمرة بل كنت عاجزا فقط وجلستُ ساعات وانا افكر فى امي لو رأتني عاريا هكذا ماذا ستفعل ؟ وانا احتمي فى دمائي وبعض الحجارة وظل الحائط الذي ارتكن عليه ، فكرت كثيرا وهو يحتجزني ( ابن الكلب ) وحسبت ان انهي المسألة قبل وصول امي اليّ فاندفعت صارخا نحوه وضربته بقضبتى الصغيرة التى تعرفها يا ابي وما زادنى جرأة الا الخوف الذي لمحته على وجهه اولاً حتى ركلنى بعيدا عنه وصــوّب ماسورة مدفعه الرشاش نحوي ... واستعد لاطلاق الموت علي مجزئا فى بعض الرصاصات وبالفعل لم يفكر كثيرا ( ابن الكلب) واطلق الموت سريعا اليّ


فالرصاصة الاولي ...... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
والرصاصة الثانية ...... انكسرت على ركبتيّ
والرصاصة الثالثة ...... ركذت على يدي الصغيرتين
والرصاصة الرابعة ....... انقلبت على ظهري
والرصاصة الخامسة ....... ارتطمت يدي بالارض
والرصاصة السادسة ....... لامس وجهى الدامى الارض برفق
والرصاصة السابعة ....... اخرجت اخر زفير موجوع
والرصاصة الثامنة ........ سكنت بين الدماء
والرصاصة التاسعة ....... اغمضت عينى بدمعة الفراق
والرصاصة العاشرة ....... تركت الدنيا مبتسما دامعا
عشر رصاصات من ماسورة مدفعه ( ابن الكلب ) ارسلتنى للموت برسالة طفل فلسطينى جديد
وها انا الان اجاورك القبر يا أبي ادعوك للزيارة والسكن لروحين من دم واحد
التوقيع
ابنك؛


********************************
وكأن فى عيون الفجرِ
دمــــوع
أو شيئا من حزن
نظرته دامعة مصلوبة
على وتر الكمان
يشتد النغم الباكي
لحظـات
يشتدُ
حتى تنقطع الاوتار
حينها يحترق الستار
ويغمض الفجر عينيه
تبقى دمعة واحدة
دمعتى أنا
أنا النهار
المختبئ فى جثة طفل
وملفوف فى حريق الستار
أنا النهار
كريم بهي