Saturday, April 12, 2008

حواديت قبل الموت


حواديت قبل الموت
قد صرنا حزانا ...
وصار الحزنُ فينا شعباً
يبحث عن نفسه
في مرآة النسيانِ
لكنه أبدا
لا ، لا ينســي
1
الطـابــور ممتد طويل ... يمتد بعمق أغنية تفتقد اللحن والكلمة والصوت ، انما هي أغنية لها ملامح الغناء ... وكل فرد فى ذاك الطابور انما هو فردان فردٌ البنى آدم وفرد الحزن المسكون فينا ... والكل يغني يدندن علي الجروح المعزوفة ألف مرة من قبل بداخلنا ... الغناء جدا حزين يرن في جدران الروح فيرتعش البدن ، تلك الرعشة تماثل رعشتك وأنت راجع لبيتك بدون قطعة خبز واحدة بعدما انتهي الطابور من قبل أن يبدأ اصلاً
2
الرصيف ذلك الذي يمتلك علاقته العكسية مع الرغيف والحلم ، ويقيم علاقته الطردية او الدبلوماسية مع التسول والبطالة ، وكأنه يتقاسم المحصول مع المتسولين واليأس والحزن والهم مع شعب البطالة
كان أبي ينصحنى أن أمشى عليه دوماً وحذار من السيارات والطريق ربما فيهم الموت ... لكنى افضل الآن المشي وسط الطريق بين السيارات ربما يكون الموت سريعا مفاجئا ولكن على الرصيف الموت مكرر بطئ جدا بطئ
3
الشارع المصري ... الناس ترجع بدون أن تذهب وان ذهبت لا ترجع ولاتسأل أين ذهبوا؟ أو لماذا رجعوا ؟ فالسؤال جريمة يعاقب عليها المسئول ... الناس يتصارعون على كل شئ الخبز والركوب والوظائف والسكن والمال والماء والكساء والنساء على الدين يتصارعون حتي على العواء فاصبحت الحياة سلعة نادرة لدرجة الموت ...الناس حولوا الشارع لحلبة مصارعة والبقاء للاقوى اقصد ( صاحب الواسطة ) أو (اللى له ضهر)... الناس تنفخ تتضجر تغلي تشتم الامزجة عصبية حادة تقطع حروف الكلام بل تطحن تلك الحروف فتحولها بهارات أو شطة مكدسة فى العيون الحمراء من كثرة الغضب او من قلة النوم
4
المعلم ... الذي قبعنا دهوراً نردد فيه ( قم للمعلم وقه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا ) ، وفى النهاية اكتشفنا الحقيقة مع تطور ظاهرة المعلم وانتشار سلعة المعلم فى الاسواق ... فبرغم مرارتها حقيقة انما هي ( قم للمعلم وارشيه فلوسا ... يكاد المعلم يعطيك دروسا ) ولا عزاء للفقراء واصحاب العقول الاذكياء
5
طلاب جامعتي ... غيروا القاعدة وطريقة الكلام ، وربما فرضت عليهم تلك القاعدة الجديدة فحين تظهر النتيجة يتبادلون الطلاب احبابي جملة ( الدكتور شيلني المادة ) فاصبح الطالب مفعول به منصوب عليه وعلامة النصب تقدير ضعيف جدا مع مرتية القرف ... ودائما الهرم مقلوب المذاكر لا ينجح والعكس لا اعلم ما هي معايير النجاح فى زمننا هذا المغفور له ؟ وهل شراء الكتاب الجامعي هي تميمة النجاح ؟
6
الطبيب ... هو ميكانيكى تصليح البني آدميين ، والفرق بينه وبين ميكانيكي تصليح السيارات ... أن السيارة لها ثمن لو أفسدها لن يفلت من دفعه ، وانما حتى الان لم تحدد تسعيرة معينة للبنى أدم وعادة ما يموت المريض خطأ ويعلق الطبيب هذا الخطأ مع البالطو الابيض على شماعته المعتادة ( عملنا اللى علينا والباقى على ربنا ) ولكن فى الحقيقة بدون ان يجهد نفسه تركه كاملا لربنا
وتتوالي الحواديــــــــت ...
كريم بهي؛

6 comments:

Unknown said...

كررررررررررريم

اية اخبارك وحشششششنى كتير بجد

حلو انا اول تعليق

الوست دة للاسف حقيقى وفية حاجات كتير صح عارف من ساعة ما جيت مصر وانا عمالة بسمع على اعتراضات وفساد وعدم نظام

ربنا يهدى

تحياتى ليك يا كريم

نوراى

micheal said...

أسلوبك الساخر هايل يا كريم
علي فكره إسمي مايكل
:)
تحياتي

rommantic said...

كالعاده مواكب التطورات وقلمك جاهز مسنون للرفض
كان نفسي امدح كلامك بس الحقيقه مينفعش فكان الكلام واقعى لدرجه انه فوقنى لحقايق محبش اشوفها
من حق اخبار صحتك ايه الوقتى
تحياتى

shreen said...

كريم
كلماتك واقع مؤلم

كلمات نبعت من قلب يهتم بهموم الاخرين

من قلب ثورجى يهتم بوطنة واهل وطنة

انت لست شاعرا رائعا فقط يا كريم

بل صحفيا رائعا كذلك

كل الود توأمى

Anonymous said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the SBTVD, I hope you enjoy. The address is http://sbtvd.blogspot.com. A hug.

Anonymous said...

جميلة جدا يا كريم و الله ...... ربنا يزيدها عليك نعمة .... يا ريت تنميها اكتر و اكتر علشان انا متأكد ان عندك الاحسن و الافضل ....... ممتاز يا صاحبى





كريم ربيع