( 1 )
شـارع طـويـل ، مغموس في سواد الليل ، تفـــوح منه رائحة السكون الثوري أو الهدوء المفزع
يمشي فيه خلف الخطوات عائداً إلي منزله .... إلي حبيبته .... إلي ابنته تحفر الظنون في جدران باله ويتطاير الشك مع دخان سيجارته .. يحدثه الموت الساكن أعشاش أفكاره ( بنتي هاتكون يتيمة
يسمع تكتكة الساعة ويخطو معها العمرُ خطواته الشاسعة
فالشارعُ يمتد .. يمتد .. يلتوي .. ينكسر .. يمتد في النهاية سرير في حضن الشوك ، لا أقصــد العذاب ،ما أقصـــد سوى المــــوت
( 2 )
اتصــال تليفوني
حبيبتي ....
ثم أغلق خط الحياة ، قد نفذ رصيد الأيام
يـُكتب علي الجبين ليس قدراً بل شريط لاصق عليه اسمه في ثلاجة باردة ابردُ من الصمت
أخيــراً ينزعوا هذا الشريط ليرتدي زيّـه الجديد ( الكفن
يرقد ساكناً بين العظام والرفات دامعاً ربما مات هو
إنما شفتاه لازالت تتحرك ، تتحرك ، تتحرك
( أنا لسه عايش بقلب بنتي ... اليتيمة )
( 3 )
لا أعلم .. إن كان قد ولده الموت فصار منه واليه
أم لم تتحمله الدنيا لمجرد سنوات قلائل
لكن ما أثق أنه لم يمت ..لأنه عوّدنا أن يكون قريباً جداً أقرب من البعد ، وبعيداُ جدا أبعد من القرب
اثنان وثلاثونا يعيش في عالم ما وراء الحزن
تبكيه الدموع وتشكيه الهموم .. فيظل دائما هارباً للمواجهة
هارباًً
هارباً
هارباً