يا وطن ُ ... ألا أعريك َ ؟!
1
يا وطن ُ
ألا أعريك َ من أرواحهم المزيفة
فأنا أحتاجك َ الآن .. أن تغتسل َ
وقد ضاقت الروح ُ علي حزني
سيشرون لكَ باستهزاء ٍ
" أنك َ عريانا ... ! "
ولكن تفرح بكَ حتماً
قلوبُ الأطفال فى الشوارع
التي تمسح السياراتِ ، وتبيع المناديل
تعرفك بكل وضوح ٍ
عيون ُ العجائز فى طوابير الخبز
وتحنُّ لملمس جلدك الأخضر
أجساد ٌ هي الجروح ُ علي الأرصفة ِ
2
يا وطن ُ
منذ ولادتي ، اسجل عمري فيك َ
في جوانب المقاهي
بين أنصاف أرغفة خبز ٍ
أصرخ في انكساراتي وجعاً
أدفنه تحت روحي
واشكو لعينيك َ في المساءات ِ الباردة
حزن آبانا علينا ،
وفي آواخر الليالي كنت ُ خفية ً أفرد ُ ذراعيّ
أريد أن أحضنك َ
أثبت أني برئ ٌ من دمائك
أحمل نفسي فوق خطوات ٍ فيك
في حلقها مذاق ُ الغربة
وأجمع أيامي من جنب جدران نهار ٍ بعيد
3
يا وطن ُ
ألست تشبهني ؟
قالت أمي قديماً : أنك تشبهنا
وترابك مثل لوني
أفكنت يا تري تعرفني ؟
في البطاقة ِ .. أنا مصريُّ
ولكن قل لي :
" أنا أيُّ جرح ٍ فيك !! "
4
يا وطن ُ
استبح وجه شوارعك َ عذرا ً
لو تنبش أظافر صرختي
عن ملامح أيّ بوابة فجر
تمرر ذراتِ الحرية إلي هواء رئتيك َ
أريدك أن تتنفس الصعداء ... أخيراً
ويعود لشجر ميادينك القديم
عصافيرُ من نور
5
يا وطن ُ
وها .... أنا أعرفك الآن
بين خطواتٍ لي تجري ، تعري جراحك
وصوت قنابل القهر في أرجائك .. زغاريدُ أمل
ورصاصُ جلاديك فى صدري
حروف ُ حرية ،
ابتدئ النبض فى عروقك متأخراً
فها هي روحي .. أجنة ُ أحلام ٍ لك َ من جديد
6
يا وطن ُ
لأشبك أصابع صوتي في أصابعك
ارسم خارطتك مرة ً اخري بدمي
لتصير أكثرَ جمالا ً ،
اصنع من نيلك كرسياً للسماء
أمام الكورنيش
ننتظر أقدار رب ٍ رحيم
بعودة المطر لجيوب أرضك البتول ،
أمسح بروحي سلالم تاريخك
فقد تحمل رؤوس ُ ساعاتي القادمة
مستقبلا ً فيك يشرف ُ
نقيا ً .. و طهور .
*
يا وطن ُ
صرنا عرايا ...
والثورة حولنا آلآف ُ المرايا
والآنَ .. أعرفك َ
والآنَ .. تعرفني
**
ثورة يناير 2011 م
*
القصيدة منشورة علي :
موقع قصيدة النثر
موقع مصــــر س
جريدة الواقــــع
.
كريم بهي