آسف يا صاحبي
ياللي بين قوسين
مت .. قال أيه في ثورة !
...
وآسف كمان
لما قرينا سوا ف كتب الشوارع
وع القهاوي ، وف وشوش الناس
أن الظالمين دول مجرد خيال مآتة
اتعودنا يخوفوا البرد ف عيونـّا
لأجل ما نزيد إرتعاش .
ونديهم خوفنا دا يستثمروه بذل
يتحول لفلوس وقوة صبر مطلوبة مننا
لأجل المعاش !
...
والمصيبة أني فرطت فيك ، وفي ميدااااان كبير
ويااااه ، فرحت أوي يوم ما قلتي :
" أيه يعني لو فجر يغرس عصاه بقلبي ،
هاموت ... أموت
بس يثبت هو خطوته ،
ويمتد ويا إمتداد ألف مليون صوت
...
فاكر يا صاحبي
ولا نسيت ، ولا الموت قاصد ينسيك
لما كنـّا نتسكع ندور ع الخيال
عشان يصور لنا بلد
شفناها ف كتب التاريخ والأفلام الوطنية
ونسمع موسيقي رأفت الهجان
وأغاني النصر ، ونجري زي أحمد زكي
في فيلم " النمر الأسود ْ "
...
فاكر لما كنا
نرسم خطاوينا وشم علي جلد شوراعها
ونسمي أرصفتها بأسامينا
وعشان ماهي كل ثروتنا وما نملك
نشتري بتمن الأكل كتب
عشان نختار لها أسم يليق بيها ..
ماهي نفس الأرصفة اللي بتبكي عليك أوي
كل ما تفتكر جوعك
وهو سلعة بايرة ميتبعش علي ضهرها
والشوارع مش رايح عن بالها .. صورتك
لما نزلت حبات دمك الطاهرة
واحدة ، فواحدة
تبوس أرضنا الطاهرة
في مشهد رهييييب للوداع الأخير
وأنت بتقع ع الأرض ، وروحك بتتساقط للسما
وقتها عيونك سألتها أوي
" هما ليه كانوا عاوزين يبيعوني
ويبيعوا فكري هويتي لحد غيرك أنتِ
؟؟؟
بس أوام اسبقي الموت .. جاوبيني
تقبلي أنتِ ... وأنتِ بس
تشتريني ؟ ! "
...
ومت يا صاحبي بدون ما تعرف الجواب
ومش غاوي اكتبلك قصيدة
بس حسيت أني محتاج
أعبي الحزن من تاني ف كلام !
وأحب أقولك ، بعد موتك
ظهروا ناس قالوا
أنهم الثورة والشهدا .. وأنهم الأبطال
ويدوب قالوا عنك أنك مجرد شهيد
بس أفرجنا عن القاتل ، لأنه ف الأصل برئ
يبقي متبقاش شهيد !!
وصورك مبقتش تطلع في التليفزيون ولا ف الجرانين
واتبدلت بصور اللي قالوا :
أحنا الثورة والشهدا .. وأحنا الأبطال !
...
أما الناس ع القهاوي وع الأرصفة
تقريباً سكنهم ايمان بأنه لازم يكون فيه
ظالم قوي .. عشان فيه مظلومين كتير أوي
ولازم يكون فيه حبة ديكتاتوريين أوي
عشان يبقي فيه شوية منبذوين ومعارضين اوي
ويكون كمان جماهير غفيرة بتتقن ازاي
تسقف قوي .. ودموعها بتنزف منها بالقوي !
...
مفيش جاحة اتغيرت
والناس تقريبا تعبوا بدري من النضال
ولعنوا الثورة ع الثوار
وبقي كل همّهم لأن مينفعش نرجع القديم
يبقي نحط مين بدل مين .. ف اي ديكور جديد
ملحوظة :
مع الأحتفاظ بنفس تركيبة الأشخاص ..
وتقريباً كمان كان لازم بسرعة ينفتح اي ستار
عشان فيه ناس غلابة أوي
قوت يومهم يبقوا كومبارس في أي مسرحية
وعندنا نجوم ف الضوء المخادع
عارفين ازاي يدهشوا العالم المتفرج
وازاي نعمل ثورة ضد الظلم
وازاي وف نفس المشهد
يصبح هذا الظلم .. هو الضحية !
...
طيب انت تبقي أيه ؟
ومت بردو ليه ؟
آآآآآآه يا صاحبي يا خايب
رحت فدا شعارات
مبقاش ليها آثر إلا ع الحيطان !
وبرغم اني عايش بس مكسور الإيمان
خد بالك يا صاحبي .. صدقني
مش ندمان
بس حزين .. حزين .. حزين
مش كنت تستني معايا شوية
نتفرج سوا علي مسرحية
" فيها بتموت أنت وشوية ثوار
عشان وطن ... هو ذات الوطن
اللي بيعلبوا بيه دلوقت
علي ترابيزة قمـــــــــــــار !! "
...
وآسف يا صاحبي
*
كريم بهي
مارس 2012 م
*
القراءة القصيدة علي موقع جريدة الواقع
اضغــــــــط هنـــــــــــــــــــــا