سُـكـْر فوق جثةِ الشمس
(1)
وقتلوا في بلادي
الشمسْ ..
ومشينا جميعاً
في العتمةِ نهمسُ
" مَـن قتل الشمسْ؟"
حين جلسنا حول الجثةِ
نبكــي
في برك الهمسْ
لم نصدرْ حتى صرخة
كلُ ما فينا مقيدُ
بحبالِ صوت الهمسْ
أنا لستُ معكم
لأني سأصرخُ
مَـن قتل الشمس؟
لأني سأصرخُ
قد ماتت في بلادي
الشمسْ ॥
(2)
يا مَـن رحتم تقرأوا
للسماء الكف
وللصبحِ الفنجانْ
وخابت فناجينكم
ولم تفلحْ مخابراتُ الجانْ
طويتم في صحائف دموعنا
كلَّ (مانشيتْ
عن خبر الوفاةْ
وحيرتم شبكاتِ الانترنتْ
في صيد ملامح الجناةْ ..
ووقفتم بعيدا
تفرشون الارضَّ لنصلي
صلاةَ الجنازةِ
على ارواحنا ..
فلا وجدتم إماماً
ولا دعــاةْ
فالكلُ راح يصلي
ويدعو
من اجل ، اجل الوفاةْ
(3)
يا مَـن صرختم
بكلِ مكبراتِ الصمت
خلف المسرحْ ..
صراخاً طويلاً عميقا
كأبطالِ الكواليسْ
كأيِّ عادة
من عادات الكواليسْ
وحملتم الخبر
على ورقة ليلٍ سري
في بريد الجواسيسْ
(4)
يا أبطالَ الكواليس
الاطفالُ راحوا
والمرأةُ العجــوزْ
ينتظروا الشمس ..
بين الثوانى والمواقيتْ
ينتظروا الشمسْ
والمرأة العجوزْ
تطبطبُ علي عمرهم
تخبرهم آخر الحواديتْ
حدوتة قبل الموت ..
حدوتة قبل الموت
قد صرنا حزانا ..
وصار الحزنُ فينا شعباً
يبحثُ عن نفسه
في مرآة النسيان ..
لكنه ، أبداً
لا ، لا ينسي
(5)
فاشربوا دموعكم
حتى تنسوا تقاطيع الشمسْ
اشربوا دموعكم
حتى تنساكم تقاطيعُ الشمسْ ..
اشربوا كلَّ الحزن
وكلَّ الدمعْ
اشربوا حتى تسكروا
وحينما تسكروا
خونوا الدمعْ
خونوا الدمعْ ..
وخونوا الشمسْ
كريم بهي
سبتمبر 2007