سُكر فوق جثة الشمس ...
(1)
وقتلوا في بلادي الشمسْ
مشينا جميعاً في العتمة
نهمسُ : " من قتل الشمس ؟!
جلسنا حول الجثة نبكي
صوتنا مغموس
في بركة همسْ
صوتنا منحوس بلعنة همسْ .
أنا لست معكم لانى سأصرخ
" من قتل الشمس ؟
سأصرخ
" قد ماتت فى بلادي الشمس !
(2)
في محضر الجريمة
سجلنا الجناة " ضد مجهول " .
وفي الصحيفة كتبنا الجاني
ماسٌ كهربائي
أو شبحٌ ارهابي .
وعلي المقاهي
بين أدخنة الشيشة
واكواب الشاي الباردة
بين لعب الشطرنج عادة
بدون قطعة الملك ...
بين تناول العاطلين كل صباح
سندويتشات الفول والفلافل اللمفوفة
في اوراق جرائد للوظائف الخالية
سخرنا فقلنا : " قضاءٌ وقدر " .
وفي البيوت وأسرة النوم
بصوت منخفض تهامسنا
" هم الجناة ، وهم القضاة "
" هم الكفرة ، وهم الدعاة "
وأطفأنا النـــور ... لننـام ْ .
(3)
في حواري الحلم الضيقة
طاردتنا الكوابيس ،
بكل مكبرات الصمت صرخنا
طويلا ً
صراخاً عميقاً خلف المسرح
كابطال الكواليسْ
تفزعنا فى نومنا
نتلمس عقدة حنجرتنا
نتمتم نائمين
" قد .. قد .. قد ماتت
في بلادنا الشمس " .
(4)
عند باب الصبح
الاطفال سألونا عن الشمس
" أين الشمس ؟ "
الاطفال في انتظار الشمس
فأين الشمس ؟
يتجمد في عيونهم الحلمْ
جليد حزن ٍ وهّـمْ
يدفسون فى ركبتيهم الرأسْ
يتقوقعون كجنين ٍ قابع
في رحم الامسْ
جنينٌ ضل طريق الولادة
حين ماتت فى حلمه الشمسْ
فأين ، أين الشمس ؟
(5)
فاشربوا دموعكم
حتي تنسوا تقاطيع الشمس
اشربوا دموعكم
حتى تنساكم تقاطيع الشمس
اشربوا كيفما تشاؤن
اشربوا حتى تسكروا
وحينما تسكرون
خونوا الدمع
وخونوا ، خونوا الشمسْ .
القصيدة الان منشورة على الموقع الثقافي للاستاذ الدكتور أمجد ريان
اضغـــط هنــــــا
2 comments:
وحينما تسكرون
خونوا الدمع
وخونوا ، خونوا الشمسْ
نحن لا نسكر من دموعنا
نحن نسكر من غيابنا وغياب الشمس
جميله تعبيراتك اوي
تقبل مروري
green eyes
ان دموعنا القابعة فى عيون الصمت
مخمرة من طول القبوع والركوع
فتسكر كرامتنا
فان شراب الدموع = غياب الشمس = الكوابيس = الاحلام العجوز = العتمة
فى النهاية = موت الشمس
ميرسى ليكي
كريم بهي
Post a Comment