الكاميرا تعرفُ الكواليس !
حين سقط قتيلاً !
قالوا للمصوّر : من هنا ، تكون زاويتُك
ويده مُمسكة بالسلاحِ ، فياله من إرهابي !
فتمتمت الكاميرا التكنولوجية في يدِ المصوّر : لكنه ماتْ
!
*
فقال آخرون : لا ، لا خُذ تلكَ الزواية أفضلْ
فيده مُمسكة بالرايةِ ، يصلح مشهد جيد لشهيد !
فتمتمت الكاميرا التكنولوحية ثانية ً : من هنا ، أيضاً
ماتْ !
*
فاذا بصوتٍ يقول : لابد ، أن تكونَ الزاويةُ من الخلفِ
حتي يظهر كمغدورٍ به ، فكان مغفلاً
والكاميرا التكنولوجية : في النهاية ، قد ماتْ !
*
واعتراض آخر : ستكون من الأمام أكثر تاأثيراً
فيظهر بعينيه المفتوحتين
فارتعشت الكاميرا : حتي من هنا ، ماتَ ، ماتْ !
*
كلُّ الزاويا تآمرت عليه
والموت وسيلة يدفعها الطيبون والأشرار معاً
لمن يتقنون إستخدامها في تزيين مصالحهم
وتلوين دمعاتهم المزيفة .
والكاميرا تعرفُ الكواليسَ
وتُطقطق فيها أجزائُها الإلكترونية من الفاجعةِ
وتتحلل منها معادلاتُها الرقمية
من صعوبة
إستيعاب
نقطةِ دمٍ واحدة ٍ ساخنة ٍ متناثرة علي عدستها .
لكن الصورة تعجز عن نبش تلكَ الكواليس عادة ً
بسبب خيانة الزاويا ، وضحالة المؤامرة .
لكنها تسمعُ بوضوحٍ في عيون الثكالي
دمعاً ، كصوتِ
ماءٍ مغلي .
وتستشعر قلباً ، كصوتِ الخشبِ حين يتصدعْ
وتتهاوي بين الأعين والأرض
كسكتةٍ روحِ في جسدٍ كان يتنفضْ
لم يعرفوا له ، حتي الآن
اسماً !!!
***
كريم بهي
18/8/2013