الاتوبيس

ممكن جدا ان تجد معظم طوائف الشعب موجودة فى الاتوبيس ... وممكن اكثر ان تشاهد عجائب الدنيا والاخرة فى الاتوبيس

بعيدا كلامى عن حركات النشل والسرقة والمعاكسات والمضايقات والغمزات والضحكات والنظرات واللمسات المقصودة والغير للمقصودة للبنات والنساء وممكن يكون للعواجيز الامهات والجدات

لن ابيح لكم سر الفتاة التى كانت ترتدى ميكرو جيب وركبت الاتوبيس وركب بجوارها واحد ووضع يديه على ركبتها بطريقة مقززة مقرفة تدل على كبت وحرمان جارف وشهوة وقلة ادب مطلقة وعندما صرخت فى وجهه ولطمته كانت النتيجة انه اتهمها انه تراوده عن نفسه ولما رفض ضربته والناس صدقوا وشتموها ونزلت قبل المحطة التى كانت تقصدها مثلا ... لن اقول لكم عن هذه القصة

ولا احكى لكم عن النساء اللاتى قطعن شعور بعضهن من اجل كرسى .... ولا اختفاء طفل من جوار والده فى الاتوبيس لمجرد انه سهى لحظة ليدفع الاجرة .... ولا اختفاء حقائب النساء ومحفظات الرجال والرواتب والحوافظ والعلاوات

الاتوبيس هو المكان الذى يستطيع ان يضيع فيه الرجل فلوسه باسرع وقت وبادنى تعب

الاتوبيس هو المكان الذى يجد فيه الشهوانى متعته المجانية المتوفرة

لكن ما رأيكم لو كان الاتوبيس مكان الغراميات والحب او الحب من نوع خاص نوع سريع جدا قصير جدا مدته هى نفس المدة التى يقضيها الراكب فى الاتوبيس

حكاية رأيتها بعيني ....كنت راكب اتوبيس فى بنها مدينتنا المبجلة المحببة الينا ووفى اخر مقعد وانا واقف على قدمي وبجواري صديقى الواقف ايضا بدأنا نشاهد تلك اللحظات الساخنة

هو يمسك يديها وينظر لها بامعان وتانى وحب وولع وشوق وهى مبتسمة او تصتنع الكسوف والخجل

وطوال مدة الركوب حب وغراميات ولمسات واشواق واحاسيس كنت اعتقد انا وصاحبى انهما مخطوبان وكنا نعيب عليهما انهم لا ينتظران او يؤجلان الحب لبعد الاتوبيس حتى ... او يلتقيان فى نادي او كازينوا يوعيشان هذى اللحظات الساخنة

الا ان جاءت الصاعقة المدمرة بالنسبة الينا .... قامت البنت عند المحطة ( محطة القطار ) لتنزل وظل صاحبنا جالس كما هو واندهشنا ... ثم صعقنا عندما سألها ( مقلتيش اسمك ايه ؟ ) و ( هتكلمينى صح) وسأله صاحبى من باب الرخامة والتطفل او الفضول هو انت مش خطيبها قاله ( ولا اعرفها ) وظللنا طوال الطريق نضحك على الحب بتاع اليومين دول والطريقة الجديدة لتسلية الوقت فى الاتوبيس

عرفوا بعض وحبوا بعض في الاتوبيس ونزلوا من غير ما يعرفوا اسم بعض فى الاتوبيس

والبقية فى الاتوبيس تأتى

كريم بهي