كالعادة أتردد عليك ما بين الحين والحين ، وأنت تجلس على ذلك الكرسي الخشبي أمام المعرض الذي تعمل فيه كمدير وذات يوم كنت أعمل معك فيه كشاب مساعد لك في أجازتي الصيفية وطوال مدة عملي كنت تخبرني عن ماضيك حينما كنت مليونير وقبل أن تتحول لمليونير مفلس الآن تعمل لدي واحد ممن كانوا يعملون لديك
في تلك المرة نفس الجلسة الذي تنظر منها للناس وكأنك تقف في بلكون أو شرفة مع أن ما بينك وبين الرصيف مجرد ارتفاع الكرسي ومع أن المارة أعلى منك إلا انك لا تستطيع أن تنسى أنك مليونير ودائما تنسى أنك أفلست
دخلت عليك بابتسامتي المشهورة وأخذتني في أحضانك اللامتناهية وأنت تقول " ياااااااااااا ابن الايه "
وجلسنا سويا ننظر للناس تارة ونتحدث تارة أخري ، إنما الحديث تلك المرة كان له مذاق خاص ورائحة غريبة رائحة الحكمة والخبرة وكأنك حكيم مر عليه قرون ليس مجرد خمسون سنة وبعض الشعر الأبيض وتجاعيد شبه مخفية
سألتني كالعادة عن أخباري ودراستي ولكن ليس المعتاد ما قولته لي هذه المرة وكأنك تريد إخباري بشئ عن طريق شئ آخر
عندما قولت لك أنني الآن في التربية العسكرية وقلت الاتى :
" أنا مش عارف ليه بناخدها مجرد روتين خانق والعجيب ان العساكر المجندين هما اللى بيدونا يعنى واحد معاه دبلوم بيعلم واحد معاه بكالوريوس أو ليسانس وكمان بيتحكموا فينا حتى البحث اللى طلبوه عاوزنا نشتريه من عندهم واللى معاه واسطة هينجح وساعات نروح ويقعدونا وبعدين يروحونا انا بجد حاسس بالارف من الحكاية دي معقول كدا تبقى التربية العسكرية وهما دووول جنود مصر دول كرهونا فى العسكرية والجيش ولولا اللبس العسكري ماكوناش نصدق أنهم عساكر "
أقول ذلك وأنت تنظر لي بعمق وتهز رأسك معبرا عن المأساة وتبسم للسخرية لكن الغريب أنك لم تنطق بمجرد حرف والأغرب وكأنك كنت تعلم ذلك أو تحديدا تعلم اننى سوف أتى وأقول ذلك ، لكنى كملت الكلام وقلت :
" وكمان بيقولوا هيقدموا الامتحانات شهر كامل هتبقى فى آخر ابريل ودا معقول مش هنلحق نذاكر ولا هنلحق نعمل حاجة خالص وكمان هتأثر على المستوي التعليمى وبعدين الهدف ايه وايه الميزة فى كدا "
لازلت تنظر لي وأنت تعرف جيدا طبيعتى الثورية على كل ما لا يرضى منطقي ولا يتبع هوايا هكذا تعلم عنى وربما انك من القليلين الذين يحمدون ذلك في
وقتها سألتك لماذا لا تتكلم ؟ وسبب نظرتك الغريبة هذي
ابتسمت للسخرية مرة أخري وقولت لي بشئ من الحكمة وصوت احدب
" شوف يا بنى طول ما انت عايش فى البلد دي مطرح ما تروح الزفة تروح معاها راحت يمين تروح يمين راحت شمال تروح شمال ولو خالفت الطريق يا تبقى مجنون يا تبقى ارهابى يا تبقى حاجة تانية ورا الشمس خليك مع الزفة أنا خايف عليك وأنت خسارة تضيع في الزحمة "
قولت لي ذلك وكأنك تعلم انه آخر شئ تقوله لي ....
بعدها ذهبت وسألت عنك لكن تلك المرة ولم تأخذني في حضنك لم أجدك ...... أخبروني أنك رحلت من تلك الدنيا وتركتها لمن لا يعلمونها ولا يعلمون لماذا هي دنيا ؟ هكذا كنت تقول
وقفت باكيا جدا طويلا حزينا لدرجة الفاجعة والصدمة
لكنى في النهاية ذهبت مع الزفة مع الزحمة
في تلك المرة نفس الجلسة الذي تنظر منها للناس وكأنك تقف في بلكون أو شرفة مع أن ما بينك وبين الرصيف مجرد ارتفاع الكرسي ومع أن المارة أعلى منك إلا انك لا تستطيع أن تنسى أنك مليونير ودائما تنسى أنك أفلست
دخلت عليك بابتسامتي المشهورة وأخذتني في أحضانك اللامتناهية وأنت تقول " ياااااااااااا ابن الايه "
وجلسنا سويا ننظر للناس تارة ونتحدث تارة أخري ، إنما الحديث تلك المرة كان له مذاق خاص ورائحة غريبة رائحة الحكمة والخبرة وكأنك حكيم مر عليه قرون ليس مجرد خمسون سنة وبعض الشعر الأبيض وتجاعيد شبه مخفية
سألتني كالعادة عن أخباري ودراستي ولكن ليس المعتاد ما قولته لي هذه المرة وكأنك تريد إخباري بشئ عن طريق شئ آخر
عندما قولت لك أنني الآن في التربية العسكرية وقلت الاتى :
" أنا مش عارف ليه بناخدها مجرد روتين خانق والعجيب ان العساكر المجندين هما اللى بيدونا يعنى واحد معاه دبلوم بيعلم واحد معاه بكالوريوس أو ليسانس وكمان بيتحكموا فينا حتى البحث اللى طلبوه عاوزنا نشتريه من عندهم واللى معاه واسطة هينجح وساعات نروح ويقعدونا وبعدين يروحونا انا بجد حاسس بالارف من الحكاية دي معقول كدا تبقى التربية العسكرية وهما دووول جنود مصر دول كرهونا فى العسكرية والجيش ولولا اللبس العسكري ماكوناش نصدق أنهم عساكر "
أقول ذلك وأنت تنظر لي بعمق وتهز رأسك معبرا عن المأساة وتبسم للسخرية لكن الغريب أنك لم تنطق بمجرد حرف والأغرب وكأنك كنت تعلم ذلك أو تحديدا تعلم اننى سوف أتى وأقول ذلك ، لكنى كملت الكلام وقلت :
" وكمان بيقولوا هيقدموا الامتحانات شهر كامل هتبقى فى آخر ابريل ودا معقول مش هنلحق نذاكر ولا هنلحق نعمل حاجة خالص وكمان هتأثر على المستوي التعليمى وبعدين الهدف ايه وايه الميزة فى كدا "
لازلت تنظر لي وأنت تعرف جيدا طبيعتى الثورية على كل ما لا يرضى منطقي ولا يتبع هوايا هكذا تعلم عنى وربما انك من القليلين الذين يحمدون ذلك في
وقتها سألتك لماذا لا تتكلم ؟ وسبب نظرتك الغريبة هذي
ابتسمت للسخرية مرة أخري وقولت لي بشئ من الحكمة وصوت احدب
" شوف يا بنى طول ما انت عايش فى البلد دي مطرح ما تروح الزفة تروح معاها راحت يمين تروح يمين راحت شمال تروح شمال ولو خالفت الطريق يا تبقى مجنون يا تبقى ارهابى يا تبقى حاجة تانية ورا الشمس خليك مع الزفة أنا خايف عليك وأنت خسارة تضيع في الزحمة "
قولت لي ذلك وكأنك تعلم انه آخر شئ تقوله لي ....
بعدها ذهبت وسألت عنك لكن تلك المرة ولم تأخذني في حضنك لم أجدك ...... أخبروني أنك رحلت من تلك الدنيا وتركتها لمن لا يعلمونها ولا يعلمون لماذا هي دنيا ؟ هكذا كنت تقول
وقفت باكيا جدا طويلا حزينا لدرجة الفاجعة والصدمة
لكنى في النهاية ذهبت مع الزفة مع الزحمة
9 comments:
يااااه أنا أول واحده
هييييييه
تصدق ياكريم لولا الواحد عنده عيال كان بطل يمشي مع الزفة من زمان
بس المضطر بأه
عامة هيه دي الدنيا
رحمة الله عليه
تحياتي
في البداية رحمة الله عليه
ثانيا
ان قال لك تمشي مع الزفة لكنه يجلس شامخا على كرسيه وكانه يتابعهم من البلكونة
فاعتقد انه لم يكن مختالا بملاينه بقدر ما كان شامخا بداخله وكبريائه ان يماشي الزفة وينظرلهم بسمو وارتفاع
في مصر والان تحديدا
كفانا اتباعا للزفة
اصرخ
وارفض
وقل رايك
حاول ان تغير نفسك لتغيرهم
رحمة الله عليه
ها هو سائر آخر ينجو من الزفة
ويسمو عاليا
كلماتك رائعة كريم..وشجية
اشعر انه يقرأها معي الآن ..ويبتسم
:)
من الصعب على الانسان ان يفقد صديق حكيم
تحياتى للموضوع بجد احساسك رائع جدا انا فعلا حسيت انى عايشة معاهم
وان كنت اختلف فى مضوضوع الزفة لو كلنا مشينا مع الزفة يبققى مش هنتغير ابدا
تحياتى مرة اخرى
جميلة اوي يا كريم
وقفت كتير عندها
في لحظة حسيت بالعجز...
بس برضو جميلة
تحياتي
مي بهاء
الصديقة الجميلة
يسعدنى جدا انك اول تعليق
دا شرف يا افندم
عندك حق
بس انا معنديش عيال
ومحبش يبقى عندي عيال فى الزفة دي
انا لابد ان اقاوم
اقاوم
وهامشى ضد الزفة
ولو هاكون زى الراجل اللى فى الصورة دا
تحياتى
***********************************
نور
اظن دي اول زيارة لك فى مدونتى
بالنسبة له
الله يرحمه
وبالنسبة لى
انا فعلا هاعمل كدا
اللى فيه طبع بقى
لايمكن يغيره
تحياتى
اتمنى تزورينى تانى
*******************************
dr roufy
اتمنى الا يكون هنالك زفة ايضا
اتمنى
ميرسى لزيارتك سعدتنى جدا
*******************************
ايوية
عندي حق لكنى فقدته بكل سهولة
ذهبت ولم اجده
ولما سألت قالوا مات
تخيلى
مات من غير ما يقولي
وانا عمري ما امشى مع الزفة انا ضدها فكرا ومعنى
انا ثوري من يومى
تحياتى شرفتينى
***********************************
سمكة الجميلة
من زمان مش بتزورينى
مش فاهم احسا س العجز دا
عموما شرفتينى وميرسى ليكي
رحمه الله
وأعانك الله على السير
فى الزفة والزحمة
وثبتك على مبادئك
تحياتى لقلمك المبدع
كاميليا
كريم
من جديد
الموت
وكما اخبرتك من قبل هو راحه للميت فقط هو حزن لمن حوله
كريم
انا اتفق معك ومع صديقك فى تلك
الكلمات
لازلت تنظر لي وأنت تعرف جيدا طبيعتى الثورية على كل ما لا يرضى منطقي ولا يتبع هوايا هكذا تعلم عنى وربما انك من القليلين الذين يحمدون ذلك فى
فكما اتفقنا مسبقا
انا وانت نحمل ذات الاراء الثوريه والمخالفه
فنحن لا نتبع سياسة القطيع
نحن خارجها
لكن
نصيحة منى توأم الروح
لا تتبع الزفه
لا تجعلها تلهيك عن من انت
ولا تسمح لضوضائها ان تسكت صوتك او تصم اذنيك
لانك ان اتبعت الزفه
وجدت نفسك لا اراديا تتحول الى احد افراد القطيع
وتفقد تميزك وبهائك
كل الود
وما تغبش عليا كتير
الله علي كلامك يا كريم
و سمعني أحلي سلام
علي حست الريح ما تودي الريح
:)
تحياتي
Post a Comment